افتتح معالي مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري بن معتوق عساس الندوة العلمية التي نظمتها كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في الجامعة بقاعة الملك عبدالعزيز التاريخية بمقر الجامعة بالعابدية بعنوان «أثر متغيرات العصر في أحكام الحضانة» بالتعاون مع المجمع الفقهي برابطة العالم الإسلامي بحضور معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي والأمين العام للمجمع الفقهي بالرابطة الدكتور صالح بن زابن المرزوقي ووكلاء الجامعة، وبمشاركة نخبة من العلماء والباحثين والمتخصصين من داخل المملكة وخارجها. وقد بدئ الحفل الخطابي بآيات من القرآن الكريم، ثم ألقى عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى الدكتور غازي بن مرشد العتيبي كلمة أكد فيها أن شريعة الإسلام كفيلة بإسعاد البشرية، وتحقيق مصالحهم وتكميلها، ودرء المفاسد عنهم وتقليلها، ومهما وقع من نوازل، وجد من حوادث، فإن هذه الشريعة الربانية المطهرة تقدم الحلول الشافية لها، والإجابات الكافية مهما تغيرت الظروف والأحوال والأزمنة والأمكنة لأنها نزلت من لدن لطيف خبير خلق عبادة ويعلم ما يصلحهم ويصلح لهم. من جانبه تناول الأمين العام للمجمع الفقهي برابطة العالم الإسلامي الدكتور صالح بن زابن المرزوقي في الكلمة التي ألقاها بهذه المناسبة، دور الأسرة واستقرارها وما أحاطها الشارع الحكيم من العناية، تكويناً ورعاية وحفظا، ولم يهمل الشارع الحكيم الحالات التي تنشأ عن عدم الاستقرار، فوضع لكل حالة علاجها فشرع الحضانة وفصل أحكامها، وقال: إن "الحضانة" تعد إحدى محاسن الشريعة الإسلامية الغراء لتهيئتها أسباب العناية التامة لكل من لا يستقل بنفسه لحمايته وتربيته تربية تحميه من الضياع، وتحفظ له حقوقه، وحددت مسؤولية من تجب عليه هذه الرعاية لتتحقق له الحياة الكريمة. وأردف قائلاً: إن في هذا العصر جدت أمور وطرأت أحوال فكان لابد من النظر والبحث في بعض أحكام الحضانة في ضوء تلك المستجدات، عقب ذلك شاهد الجميع عرضا مرئيا عن كلية الشريعة بجامعة أم القرى ودورها والأقسام العلمية التي تضمها والدرجات العلمية التي تمنحها من البكالوريوس وحتى الدكتوراه. ثم ألقى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي كلمة أكد فيها على دور الشريعة الإسلامية وعنايتها ب«الحضانة» والتي تعد واحدة من محاسنها ومزاياها في تقرير «حقوق الإنسان» منذ بواكير أطواره، وما اشتملت عليه من القواعد العامة والأحكام التفصيلية الجارية على سنن العدل والإحسان، وتعيين المكلفين بها والمسؤولين عن تطبيقها من ذوي قرابة الطفل؛ حرصا على تعزيز مكانة الأسرة وتعزيز المسؤولية فيها تجاه الصغار والضعفاء، وتوفير نشأة سليمة للطفل، لائقة به، شاملة للجوانب الجسمية والنفسية والسلوكية، آمنة من القصور والتقصير والانحراف. وشدد معاليه على أهمية إبراز دور الشريعة الإسلامية في القضايا التي تهم المسلمين خاصة والبشرية بشكل عام، وعنايتها التامة بالأسرة، بعدها تحدث معالي مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري بن معتوق عساس في كلمة بهذه المناسبة وقال: إن الشريعة الإسلامية جعلت لكل شيء قدرا، ونسجت لكل أمر قانوناً، وبسطت لكل حادثة مهاداً من الفلسفة والتشريع معاً، ملخصاً معاليه ما يميز أحكام الشريعة وتشريعاتها في أمرين اثنين، أولهما: الاتكاء على الواعظ الإيماني، وعدم الاقتصار على القوانين والأحكام، وأضاف قائلاً: تجد هاتين الميزتين واضحتين فيما نحن بصدده اليوم من مسائل (الحضانة)، فنصوص الوحي التي عالجت هذه المسألة لم تقتصر على بيان الحكم، بل كانت تلح على القاعدة الإيمانية التربوية؛ ومسائل الفقه في باب الحضانة لا تقتصر على تأكيد حق الطفل فيها، بل تفصل متى تكون الأم أولى بالحضانة، ومتى يكون الأب أولى بها، وتفرق بين الأم التي تزوجت بعد طلاقها، والتي لم تتزوج، وتوضح الأولى بالحضانة في حال عجز الوالدين أو عدم أهليتهما، وهكذا تربط الحقوق بأصحابها ولا تجعلها مرسلة مبهمة. وأمل معاليه أن تسهم هذه الندوة المباركة الحافلة بأعلام الفقه والشريعة في خدمة هذين الجانبين، ولا سيما أن هناك نوازل ومسائل في باب الحضانة تستحق النظر: كحال الطفل المسلم في الغرب اليوم، مع ما تفرضه القوانين هناك على المرأة العاملة. بعدها انطلقت فعاليات الندوة بعقد جلستها الأولى والتي ترأسها عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية الدكتور علي بن عباس الحكمي بمناقشة محور (تعريف الحضانة والمقصد الشرعي منها) وشارك فيها مدير مركز التميز البحثي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور عياض بن نامي السلمي، وعضو مجلس الشورى الدكتور حمزة بن حسين الفعر، وعضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد بأبها الدكتور محمد بن جميل ديب المصطفى، وعضو هيئة التدريس بقسم الشريعة بجامعة أم القرى الدكتور محمود بن حامد عثمان. كما تناولت الجلسة الثانية التي ترأسها عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى الدكتور غازي بن مرشد العتيبي، موضوع (مستحقو الحضانة) وشارك فيها عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الدكتور محمد بن أحمد الصالح، وعضو هيئة التدريس بقسم الشريعة بجامعة أم القرى الدكتور المهدي بن محمد الحرازي، ووكيلة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى الدكتورة أفنان بنت محمد تلمساني، ومقرر الجلسة الدكتور رايد بن خلف العصيمي رئيس قسم الشريعة بجامعة أم القرى. وبحث بالجلسة الثالثة محور (حق القريب الحاضن في المحضون ووسائل تنفيذه) وترأسها معالي رئيس مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الدكتور راشد بن راجح الراجح ومقررها أستاذ الدراسات العليا بقسم الشريعة بجامعة أم القرى الدكتور عبدالله بن حمد الغطيمل، ويشارك فيها معالي الشيخ عبدالله بن محمد بن خنين عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية، وعضو هيئة التدريس بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة اليرموك بالأردن الدكتور عبدالناصر بن موسى أبو البصل، وعضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية بالنيجر الدكتور عبدالله بن إدريس أبو بكر ميغا، وعضو هيئة التدريس بقسم الشريعة بجامعة أم القرى الدكتور علاء بن حسين رحال. أما الجلسة الرابعة فتطرقت لموضوع (حقوق المحضون على الحاضن وحق النفقة) وترأسها عضو مجلس الشورى الدكتور حمزة بن حسين الفعر ومقررها عضو هيئة التدريس بكلية العلوم الاقتصادية والمالية الإسلامية بجامعة أم القرى الدكتور عبدالله بن مصلح الثمالي، ويشارك فيها أستاذ الدراسات العليا بقسم الشريعة بجامعة أم القرى الدكتور عبدالله بن حمد الغطيمل، وعضو هيئة التدريس بكلية القانون بجامعة العين للعلوم والتكنلوجيا بدولة الإمارات العربية المتحدة الدكتور محمود مجيد سعود الكبيسي، وعضو هيئة التدريس بقسم الشريعة بجامعة أم القرى الدكتور عادل بن موسى عوض، وعضو هيئة التدريس بجامعة نورة بالرياض الدكتورة نوال بنت عبدالعزيز العيد، عضو هيئة التدريس بقسم الشريعة بجامعة أم القرى الدكتورة ابتسام بنت بالقاسم القرني. واختتمت الندوة جلساتها العلمية بعقد الجلسة الخامسة، والتي ناقش من خلالها المشاركون موضوع (التعسف في استعمال حق الحضانة وأثره) وترأس الجلسة أستاذ الدراسات العليا بقسم الشريعة بجامعة أم القرى الدكتور أحمد بن عبدالله بن حميد، ومقرر الجلسة عضو هيئة التدريس بقسم الشريعة بجامعة أم القرى الدكتور إبراهيم بن ناصر البشر، ويشارك فيها عضو هيئة التدريس بقسم الشريعة بجامعة أم القرى الدكتور إسماعيل بن غازي مرحبا، وعضو هيئة التدريس بقسم الشريعة بجامعة أم القرى أشرف بن محمود الكناني، وعضو هيئة التدريس بجامعة طيبة الدكتورة إيمان بنت محمد بن علي عزام؛ فيما ستعلن التوصيات التي خرجت بها هذه الندوة العلمية في وقت لاحق.