هل تعرفون من يبتسم لهم الحظ أكثر من مرة؟ هل تؤمنون بالحظ؟ التعريف العلمي للحظ هو توافق الفرصة مع الاستعداد، وجميعنا يسنح لنا الكثير من الفرص ولكننا نفتقد الاستعداد، ولا نعرف كيف ننتهزها.. هناك أشخاص على استعداد تام لأي فرصة ولياقتهم للتكيف مع الفرص عالية ولا يفوتونها.. وهناك من تمر عليهم عشرات الفرص لكنهم بطيئو الحركة والتصرف والاستجابة.. لذلك تمر عليهم الفرصة تلو الأخرى دون فائدة!. من المهم جدا أن تهيئ نفسك بالازدياد من المهارات والعلم والمعرفة والحركة والنشاط.. الخاملون لا تأتيهم الفرص.. وإن أتتهم لا يستطيعون انتهازها والتأقلم معها.. وهناك صنف من البشر تجدهم كثيري التذمر من قلة الحظ ولو أمعنت في حياتهم لوجدت أنهم هم السبب لكسلهم وتقاعسهم وعدم حرصهم على تطوير قدراتهم. في الحياة أنت تختار منذ البداية ماذا تريد أن تكون.. هل تريد أن تكون عابر سبيل في هذه الحياة.. مثلك مثل بقية الملايين من البشر.. أم تريد أن تكون صاحب بصمة مثل القلة القليلة من البشر الذين أثروا أو غيروا في مجرى الكون.. وحتى وإن رحلوا بقيت بصماتهم وسيرتهم خالدة تتداول بين الناس؟ إن اغتنام الفرص الذي نعنيه بلا شك هو الاغتنام الإيجابي وليس السلبي.. لا نعني أبدا أن تغتنم الفرصة على حساب الآخرين أو ألا تراعي مشاعرهم أو حقوقهم.. بل ما أقصده هو أن تأخذ نصيبك من الدنيا بشكل إيجابي وبطرق سليمة.. وأن تحصل على ما تستحقه من نجاح بجهدك وتفكيرك وعطائك وعملك.. ولا تعني الفرصة اختصار كل ذلك لتتسلق أو تتملق أو تتنازل عن قيمك ومبادئك في سبيل انتهاز الفرصة مع أي من كان.. لأن النجاح الحقيقي الذي تحققه في دنياك هو نجاح ذاتك ونجاح بناء نفسك وقيمك التي تنعكس بالتالي على أي عمل تقوم به.. هناك من يسعون لاختصار المسافات.. وانتهاز الفرص بطرق ملتوية ولئيمة.. هؤلاء وإن حققوا ما يريدون سيبقون عاجزين عن المتعة بما حققوا والفرح فيه.. لأنهم يعلمون يقينا أنهم لا يستحقون ما حققوه.. وأن ما تحقق لهم كان بطرق غير سليمة. أنا مؤمن أننا دائما نحتاج من وقت إلى آخر باستعادة لياقتنا المهنية.. وتقوية قدراتنا.. كي نكون مهيأين للحظ حين يبتسم والفرصة حين تتوفر.. ودمتم سالمين.