لاحظت في موضوعي يوم أمس الأول تعليقات جادة وبناءة من قراء الرياض الإلكتروني حول موضوع البطالة. قدم الإخوة القراء مجموعة من الآراء دفعت مقالي من مجرد عرض فكرة إلى مرحلة طرح الحلول أو الاقتراب منها. لو قرأت التعليقات تلك قبل كتابة مقالي لجاء مقالي أفضل ولكن هذا ما نجنيه من الحوار. التحول إلى النسخة الإلكترونية يفترض أن يصاحبه تحول يتفق مع الإمكانات الجديدة. النسخة الإلكترونية لا حدود لعطائها. تستطيع الجريدة أن تشكل من كل كاتب ثابت مركز حوار صغيرا. كثيرا ما تعجبني أو تثيرني مقالات لبعض الزملاء لكن محدودية النقطة التي تثيرني لا تسمح لي أن اكتب مقالا كاملا وفي نفس الوقت لا استطيع أن اكتبها تعليقا صغيرا تحت الزاوية. مساحة التعليق الضيقة ومحدودية الوقت تفوتان على القراء وعلي وعلى زميلي الكاتب كثيرا من ردود الفعل المثرية. توسع جريدة الرياض وانتشارها على مدى كبير يفرض أن تفكر في إنشاء بلوغز للكتاب ولمن يريد من القراء. البلق يكون تحت مسؤولية الجريدة إداريا ولا يقع تحت مسؤوليتها رقابيا إلا في حدود ضيقة تمس الأمن أو سلامة الوحدة الوطنية. كل إنسان اليوم يستطيع أن يفتح بلقا ويكتب فيه ما يشاء. خدمة تقدمها كثير من المواقع مثل قوقل وورد برس لكن هذه الخدمة عندما تقدمها جريدة كجريدة الرياض ستختلف. ستكتسب الاحترام الذي تتمتع به الجريدة وستنتشر بقدر انتشارها وستأخذ الطابع الفلسفي الذي تنتهجه الجريدة. البلقات الصادرة عن الجريدة ستكون أكثر رصانة وأكثر جدية. كتاب هذه البلقات إما أن يكونوا من كتاب الجريدة أو متابعيها. خدمة كهذه لن تكلف كثيرا. ويمكن تعويض كلفتها بإعلانات على البلقات. سيكون من فوائد البلق أن التعليقات والردود تستمر حسب قوة الموضوع المطروح وحسب حماس الكاتب في إدارة الحوار والاستمرار فيه مع قرائه. لا تحديد للوقت ولا تحديد لحجم التعليق. ستكون مساحة الرد الواسعة تسهل على القارئ أن يبسط فيه رده وله أن يفتح بلقا خاصا به. تبادل الآراء بين الكتاب والقراء قد يتحول إلى ندوات. تستفيد منها الجريدة في توسيع دائرة الحوار بنشرها في النسخة الورقية. مادة صحفية تملكها الجريدة. ميزة هذه الحوارات أنها مفتوحة. كثير من القراء أصحاب آراء وخبرات ولهم اهتمام متخصص ولكنهم غير معروفين وبالتالي لا توجه لهم الدعوات للمشاركة في الندوات الرسمية. أقرأ التعليقات وأتابعها بجدية وأتمنى لو أن الفرصة متاحة للدخول في حوار مع كثير من أصحابها. لكن ضيق المساحة وضيق الوقت لا يسمحان بالاستمرار في الحوار. الشيء الذي لم أفهمه بعد أن يكتب بعض القراء نصوصا مهمة ومفيدة وبلغة مهذبة ثم يمهرونها بأسماء مستعارة. الأسماء المستعارة لأصحاب الآراء الشاذة أو المتطرفة. الاختباء لا يشجع على الحوار ولا يبني علاقة أخوية حميمية بين الكاتب والقارئ. أتمنى من الإخوة القراء الذين يكتبون تحت أسماء مستعارة مناقشة لماذا يكتبون في الخفاء؟ لماذا يختبئون وراء أسماء مستعارة وكلامهم يشرف قائله؟! لمراسلة الكاتب: [email protected]