في الماضي كنت أضع الإيميل تحت مقالي لأستقبل ردود أفعال القراء لكن مع انتقالي لجريدة الرياض توقفت عن ذلك. موقع الرياض الالكتروني قوي ويغني كثيرا. تميل التعليقات على مقالاتي في الموقع الإلكتروني إلى المديح والتأييد. يقودنا هذا إلى احتمالين: إما أني أصبحت أعظم كاتب في العالم أو أن الأخوة المسؤولين في الجريدة يحجبون الرأي المناهض. كلتا الحالتين لا تسرني. إذا ثبت أني أصبحت أعظم كاتب في العالم سأقدم معروضا إلى حكومة السويد اشتكي فيه لجنة جائزة نوبل . أما إذا كان الأخوة في الجريدة يحجبون النقد والمناهضة فهذا يعني أننا نخسر عددا كبيرا من القراء. نخسر التنويعة المطلوبة في أي حوار. الإنترنت خلقت أجواء تفاعلية غير مسبوقة أسهمت بدور كبير في تشكيل الوعي وتطوير أدوات الحوار. صار الكاتب يعرف حجمه. يستطيع تقدير عدد قرائه والموقف العام مما يكتب. في الماضي القريب كان الكاتب يعتمد في التغذية المرتدة على أصدقائه وزملائه. لا يخلو هذا المقياس من المجاملة والمداهنة. فائدته محدودة. يستمر الكاتب في الكتابة إذا اتفق ما يكتبه مع ذوق أو موقف رئيس التحرير. على فكرة هناك رؤساء تحرير عمرهم ما فتحوا كتابا. هذا يضع أمامنا سؤالا: هل من الضروري أن يكون رئيس التحرير مثقفا. قضية تحتاج إلى نقاش. سأتعرض لها في مقال قادم. خلونا في موضوعنا. ميزة رسائل الإيميل أنها تتيح مساحة كبيرة للجرأة. هناك بعض القراء متولجيني. كل مقال أكتبه يكتشف هؤلاء أنه أسوأ مقال كتب في الجرائد السعودية. كل مقال أسوأ من الثاني كأني قاعد أكتب في دحديرا. هذا غير الشتائم واللعان والسباب والتعيير. ساهم الإيميل في إنضاجي. لم أعد أغضب من كلام السفهاء. حتى في المنتديات. هناك زملاء من تافهي الصحافة تفرغوا لشتمي بأسماء مستعارة. يظن البعض أن المطاوعة هم أكثر من يتولجني. تصور غير دقيق. كثير من المطاوعة يمحضونني التقدير رغم اختلافي معهم. لا أخاف من المطوع المتدين. المطوع متسق مع نفسه. كثير من الذين يشتموني في منتديات المطاوعة لا علاقة لهم بالطوع. ليسوا مطاوعة أصلا. هؤلاء مندسون. تراهم في أكثر من منتدى بأسماء مستعارة مختلفة. يمغص بطنهم النجاح. صرت أقيس درجة نجاحي بدرجة مرارتهم في التهجم. كلما زادت حدة الهجوم أشعر بمزيد من الزهو. المشكلة مع تعليقات الجريدة أنها تكاد تأخذ مستوى الوقار الذي يسم الجريدة الورقية. قد لا تكون كلمة الوقار مناسبة. خلوني استبدلها بالتحفظ. أتمنى من إدارة متابعة التعليقات بالجريدة أن تترك مساحة أكبر للتعليقات المناهضة ودرجة معينة من السباب والشتائم.. الكتابة في المنتديات والتعليقات والمواقع الإلكترونية شيء جديد. يجب أن نبعدها عن تقاليد الكتابة الورقية. الصفحات الورقية استمدت تقاليدها من زمن الرقابة الصارمة. كل من يظن أن كلامه في التعليقات ما يبرد الكبد هذا إيميلي([email protected]) عليكم بي.