التشبيه والوصف من المجالات التي تطرق لها العديد من الشعراء إن لم تكن قد سيطرت على معظم قصائدهم ولكل شاعر ريشة يرسم بها شعراً ينقل من خلال تلك الريشة خياله الداخلي فيرسم بذلك لوحة تبين مدى ما وصل اليه الشاعر من سعة في الخيال ويتضح من خلالها أيضاً قدرته الابداعية في الوصف وتقريب الصورة الحقيقية في ركب من القوافي وكأن هذا الركب شخوص على مسرح خيال الشاعر وعلى هذا المسرح تختلف أيضاً طريقة الاخراج والمؤثرات الخارجية حسب القدرات ايضاً والأبيات التالية ما هي إلا تصوير متكامل لقوة الابداع للشاعر غازي بن عون يقول: وصايف الخدين والوجنتيني نوعين نار وثلج من غير شباب وعلى مدى ماهم متجاوريني لا نارهن تطفي ولا ثلجهن ذاب لقد أضاف الشاعر في البيت الثاني نوعا من الابداع الشعري في صورة لغز حله البيت الاول. ويلاحظ في كلمة كن أن الشاعر استحوذ عليها بقوة من واقع التجربة والممارسة الحقيقية للواقع الذي صوره فكانت بمثابة فلاش كاميرا تصوير للحال الموصوف ومن خلال الأبيات يتضح لنا أيضاً أن للوصف مقومات تجعله في صورة إبداعية تتقارب مع الواقع منها اختيار الصورة والحال والمشاهدة بعين الواقع حتى يكون للوصف احتواء كامل ومن ذلك قوله أيضاً يكفخ كما طير نوى بالمطيري من كثر ما يكفخ لعب فالمواسي ولتمكنه من عناصر الصورة كاملة دور في الوصف المكتمل وقد يأتي بعناصر لا تطرأ على المتلقي ولكنها تأتي من واقع شمولية الوصف. والخد مثل القمر في ليلة انصافه يجهر بياضه وحب الخال تنقيشه ولم يقتصر وصفه على الصور المشاهدة بل تعداه إلى تحويل الصور المعنوية إلى ما يشابهها في الواقع الملموس تفرق الهم عني وانجلا غيمه وجاء دور الأفراح واقفا دور الاحزاني وورد السعادة تفتحلي مكاميمه وبلابل الشوق غنت فوق الأغصان كما تطرق في شعره للوصف في مجال الحكمة، ومن واقع تجربته في الحياة يقول: الرفقه اللي ما لها ساس ووصول أتلى تلاياها تزول بسهوله مثل الذرور اللى على رأس غرمول أول مهب يعترض له يزوله وفي قصيدة كيف النشامى يصف القهوة البرية وبهارها وصوت النجر فيعطي عاشق المراجل والكرم نوعاً من الخصوصية: أعرف لبا بهرتها يالمشبب تراه يكفيها من النار صالي حتى يجي الفنجال منها لياصب بين الشقار وبين لون الشعالي