أصدرت إدارة بحوث الاستثمار في شركة مشاريع الكويت الاستثمارية لإدارة الأصول، التقرير الشهري لأسواق الأسهم الخليجية خلال شهر نوفمبر 2014. وشهدت أسواق الأسهم الخليجية أدنى انخفاض لها في شهر نوفمبر، حيث استمرت العوامل السلبية بالضغط على ثقة المستثمرين ورفعت من منسوب مخاوفهم للشهر الثاني على التوالي بسبب الانخفاض الحاد في أسعار النفط. وعلى الرغم من أن أداء معظم الأسواق الخليجية كان إيجابيا خلال النصف الأول من شهر نوفمبر بفضل البيانات الإيجابية التي صدرت عن الاقتصادات العالمية، فإن الأسواق لم تتمكّن من المحافظة على زخم ارتفاعاتها عقب تراجع أسعار النفط إلى أدنى مستوى لها منذ أربع سنوات بعد أن انخفضت إلى مستوى ال 70 دولارا للبرميل. علاوة على ذلك، أثر القرار الذي اتخذته منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) بعدم خفض الإنتاج النفطي في اجتماعها الأخير المنعقد في 14 نوفمبر2014 سلبا على أداء أسواق الأسهم في جميع أنحاء دول الخليج التي شهدت عمليات بيع مكثفة للأسهم تحسبا لاستمرار الانخفاض في الأسعار، لتسجل معظم أسواق الأسهم الخليجية تراجعا تجاوزت نسبته 4% في يوم واحد فقط. وأعرب المستثمرون عن مخاوفهم وقلقهم بشأن إمكانات النمو الاقتصادي في المنطقة في ظل انخفاض أسعار النفط انخفاضا حادا من 110 دولارات للبرميل إلى مستواها الحالي البالغ 70 دولارا للبرميل، ولكننا نستبعد أن تخفض المملكة أو غيرها من دول الخليج إنفاقها الرأسمالي رغم أن سعر التعادل لبرميل النفط في بعض الدول يتجاوز 100 دولار للبرميل. وارتفع نشاط التداول نتيجة لاستمرار عمليات البيع المكثفة، حيث ارتفعت قيمة الأسهم المتداولة في أسواق الأسهم الخليجية بنسبة 16.2% لتبلغ 55.1 مليار دولار امريكي بالمقارنة مع 47.4 مليار دولار أمريكي في الشهر الأسبق، في حين بلغ إجمالي القيمة السوقية لدى أسواق الأسهم الخليجية 1.1 تريليون دولار بنهاية شهر نوفمبر. إضافة إلى ذلك، أثر التراجع الذي شهدته أسواق الأسهم الخليجية خلال شهر نوفمبر على العوائد المسجلة منذ بداية العام الحالي، إذ سجلت سوق دبي عوائد بلغت نسبتها 27.1% منذ بداية العام الحالي، في المقابل انخفضت عوائد السوق السعودي من 17.6% في الشهر الأسبق إلى نسبة لا تتجاوز 1% بنهاية شهر نوفمبر. وبالنسبة لسوق الأسهم السعودية فقد شهد عمليات بيع مكثفة إثر التراجع الحاد الذي سجلته أسعار النفط، وشهد المؤشر العام للسوق السعودي هبوطا بلغت نسبته 14.05% في شهر نوفمبر وأنهى تداولات الشهر مغلقا عند مستوى 8,624.89 نقطة. إضافة إلى ذلك، أدرك السوق أيضا أبعاد تصريحات منظمة الأوبك إذ أنها لم تبد نيتها في عقد اجتماع استثنائي كما أنها لم تتطرق إلى حاجة الدول الأعضاء إلى وقف تجاوزات الإنتاج، وهو ما يمثل تحولا كبيرا في سياسات المجموعة وابتعادها عن هدف حماية أسعار النفط من الانخفاض.