قبل أربعة أشهر إلا عشرة أيام انعقدت أول قمة فلسطينية - إسرائيلية في القدسالغربية - بمقر رئيس الوزراء الإسرائيلي.. ولم تخرج تلك القمة بأي نتائج إيجابية تعود بالنفع على المواطن الفلسطيني الذي يرزح تحت الاحتلال الإسرائيلي الجائر. كانت القمة الفلسطينية - الإسرائيلية الأولى عبارة عن حملة علاقات عامة لشارون.. الذي رغب في إعطاء صورة حسنة عنه وعن سياسته إلى المجتمع الدولي.. وكان من المقرر أن تنعقد القمة الثانية بين الرئيسين عباس - شارون صباح اليوم.. إلا أنه تم الإعلان عن تأجيل تلك القمة حتى نهاية الشهر وذلك بسبب الخلاف على البيان الختامي.. وطبعاً معروف من الطرف المتصلب في موقفه.. وتأتي القمة الثانية بين رئيس السلطة الفلسطينية ورئيس الوزراء الإسرائيلي لبحث مواضيع هامة جداً من أهمها وضع الأسرى الفلسطينيين القابعين في السجون الإسرائيلية منذ مدة طويلة، بالإضافة إلى مواضيع أخرى لها أهميتها مثل انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من بعض مدن الضفة الغربيةالمحتلة وموضوع فتح المعابر خصوصاً رفح. كانت الأنظار تتطلع إلى هذه القمة المرتقبة التي يؤمل بأن يستطيع الرئيس محمود عباس بالخروج بنتائج إيجابية لها مدلولاتها على واقع الشارع الفلسطيني المحتل إلا أن مؤشرات نتائج تلك القمة لا تبشر بأي نتائج إيجابية..؟! ولعل من أهم تلك المؤشرات ما أعلنه وزير حرب إسرائيل قبل 24 ساعة من القمة المتوقعة عندما أعلن رفضه لأحد مطالب الجانب الفلسطيني وذلك خلال الاجتماعات التمهيدية للإعداد للقمة الفلسطينية - الإسرائيلية ولا زال أعضاء اللجنة التحضيرية للقمة يأملون في أن تحل كل القضايا العالقة في جدول الأعمال حيث تعد هذه القمة الأولى عقب الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة الذي تم في الشهر الماضي. ورغم عدم تأكيد الجانبين على مكان انعقاد القمة الثانية الفلسطينية - الإسرائيلية إلا أن أنباء وردت بأن العاصمة الأردنية قد تكون مقر تلك القمة بحضور الملك عبدالله الثاني وذلك قبل إعلان التأجيل. وعلى الرغم من الأنباء الصحفية الواردة من الإعلام الإسرائيلي التي تشكك في امكانية عقد قمة عباس - شارون إلا أنه يلاحظ بأن المجتمع الدولي المعني بحل القضية الفلسطينية يرحب بالقمة المرتقبة حيث أعلن السفير ديفيد ولش مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط عقب لقائه مع الرئيس المصري في القاهرة عن ترحيبه بذلك اللقاء بين الفلسطينيين والإسرائيليين وأكد توجهه إلى الأراضي الفلسطينية وإسرائيل لمتابعة آخر التطورات على الساحة. كذلك يرى المراقبون بأن الزيارة التي قام بها السيد جيمس ولفغسون المبعوث الخاص للجنة الرباعية إلى الأراضي الفلسطينية وإسرائيل يبين مدى دعم تلك اللجنة المعنية بحل القضية الفلسطينية ومتابعة خارطة الطريق. الرئيس أبومازن سيزور العاصمة الأمريكية ويلتقي بالرئيس بوش في العشرين من الشهر الجاري.. قبلها سيلتقي بالرئيس الفرنسي جاك شيراك في باريس لبحث دعم القضية الفلسطينية. إذاً المساعي الفلسطينية مع عواصم الدول الفاعلة في عملية السلام جارية وبشكل مكثف وتظل حكومة شارون هي الرافضة لتلك المساعي لذلك فعقد قمة بين الرئيس عباس وشارون «بفرض العلاقات العامة للجانب الإسرائيلي» ليست مطلوبة وهذا هو موقف القيادة الفلسطينية.. لذا يؤمل في أن تعقد قمة فلسطينية - إسرائيلية وتخرج بنتائج إيجابية ومحددة تعود بالنفع على عملية السلام وتقدم شيئاً ملموساً للمواطن الفلسطيني. [email protected]