دبي ( الأولى ) : سلّط أطباء بدولة الإمارات العربية المتحدة الضوء على ضرورة تقليص كمية الملح في الطعام، مشيرين إلى أن الفرد يستهلك يومياً أكثر من 2 غرام من الصوديوم مما هو موصى به دولياً، الأمر الذي يزيد من خطر ارتفاع ضغط الدم الذي قد يؤدي إلى أمراض القلب والسَّكتة الدماغيَّة وأمراض الكلى وداء السكري. وتقول التقاريرُ الطبية إن ارتفاع كمية الملح في الأطعمة المختلفة يتسبَّب في ثلثِ حالات ارتفاع ضغط الدم عالمياً. ووفقاً لتوصيات منظمة الصحة العالمية، من المفضَّل ألا تتجاوز كمية الملح التي يتناولها الفرد، في المتوسط، 5 جرام يومياً. وفي المقابل، تشير تقارير الخبراء إلى أن متوسط كمية الملح التي يتناولها الفرد في الدولة يبلغ نحو 7 جرام يومياً. ويقول الأطباء إن الدَّعوة إلى تقليل ملح الطعام تكتسبُ أهميةً خاصةً في دولة الإمارات العربية المتحدة التي شهدت خلال الأعوام القليلة الماضية ارتفاعاً مقلقاً في عدد المُصابين بالسِّمنة، مثلها مثل العديد من بلدان الشرق الأوسط، وهو الأمر الذي يعزوه الأطباء إلى أسباب عدّة، من بينها التوجُّه المتزايد نحو الأطعمة السريعة، والأطعمة المُعلبة التي أثبتت الدراسات الطبية أنها تحتوي على نسبة عالية من الدُّهون، ونسبة مقلقة من الصوديوم (الملح). وقال الدكتور وائل المحميد، استشاري ورئيس قسم القلب في «مدينة الشيخ خليفة الطبية» في العاصمة الإماراتية ورئيس «جمعية القلب الإماراتية»: "تشير التقارير إلى أن متوسط كمية الملح التي يتناولها الفرد في دولة الإمارات تبلغ نحو 7 جرام يومياً، وهي نسبة أعلى بكثير من المعدلات الموصى بها دولياً. وثمة حاجة مُلحّة للتوعية بالأهمية البالغة لتقليل كمية الملح في الأطعمة التي يتناولها الفرد يومياً، لاسيما مع تبني الكثيرين هنا نمط الحياة الغربية الذي يشمل تناول كمية متزايدة من الوجبات السريعة والأطعمة الجاهزة والمعلبة، حيث تحتوي مثل هذه الأطعمة على كمية كبيرة من ملح الطعام". من جهته، قال الدكتور عارف الملا، رئيس قسم القلب في «مستشفى دبي»: "الكمية المُفرطة من ملح الطعام قد تتسبَّب في إصابة متناولها بارتفاع ضغط الدَّم، ويمكن للمهتمين بصحتهم تجنُّب مثل هذا الخطر في حال ابتعدوا عن إضافة ملح إلى الأطعمة بعد طهيها أو إعدادها. فمن المعروف أن ارتفاع ضغط الدم يفاقمُ خطرَ الإصابة بالسكتة الدماغيَّة وأمراض القلب، سواءٌ الأزمة القلبية أو هبوط القلب، وكذلك أمراض الكلى التي إن أُهملت ولم تُعالج كما ينبغي قد تؤدي إلى الفشل الكلوي ومن ثم الحاجة إلى غسيل الكلى، وربما فقدان البصر". وتشير التقارير المنشورة عن انتشار مرض ارتفاع ضغط الدَّم في دولة الإمارات العربية المتحدة إلى أن نحو 27.9 بالمائة من سكان الدولة ممَّن تزيد أعمارهم عن 18 عاماً يعانون من ارتفاع ضغط الدم (1)، وهو المرض المعروف عالمياً باسم «القاتل الصامت»، لأنه لا يقترنُ بأعراض واضحة، بيد أنه يفاقم في الوقت نفسه خطرَ الإصابة بأمراض القلب، والسكتة الدماغية، وأمراض الكلى، وداء السكري. وقال الدكتور عبدالله شهاب، مدير التعليم الطبي المستمر في جمعية الإمارات للقلب وكلية الطب بجامعة الإمارات العربية المتحدة: "بسبب الحياة المعاصرة وما تقتضيه من تناول الكثير من الأطعمة السريعة التي تتضمَّن مستويات غير صحية من ملح الطعام، بات أطفالنا مُعرَّضين لخطر الإصابة بارتفاع ضغط الدَّم من مرحلة مبكرة. ولابد أن يواظب الجميع على قياس ضغط الدَّم سنوياً، بل وبوتيرة أكبر في حال كانوا من المُصابين بالسِّمنة، أو ممَّن يعانون من التوتر بشكل متواصل، أو ممن أصيب بعض أقاربهم بضغط الدَّم، فهؤلاء أكثر عرضةً للإصابة بالقاتل الصامت". يُشار إلى أن آلاف المواطنين والمقيمين بدولة الإمارات العربية المتحدة استفادوا من حملة صحية تثقيفية شملت قياس ضغط الدَّم للراغبين مجاناً والتوعية بالمخاطر الجمَّة المنطوية على هذا المرض المُزمن، حيث نُظمت في إطار تلك الحملة تسعُ فعاليات في عدة مستشفيات وشركات ومراكز تسوُّق في أنحاء الدولة في إطار مشاركة دولة الإمارات العربية المتحدة في إحياء اليوم العالمي لارتفاع ضغط الدَّم الذي يصادفُ 17 مايو من كلِّ عام، والذي ترعاه عالمياً هذا العام الشركة الدوائية العالمية العملاقة «نوفارتس». من جانبه، قال الدكتور أحمد أمين، المدير الطبي في «نوفارتس الشرق الأوسط»: "يموت نحو سبعة ملايين شخص حول العالم سنوياً بسبب مرض ارتفاع ضغط الدم، وفي العادة مردُّ ذلك إلى الإخفاق في تشخيص المرض في مرحلة مبكرة. لذا، تولي نوفارتس اهتماماً خاصاً لتعزيز التوعية بارتفاع ضغط الدم بما يضمن تشخيص المرض في مرحلة مبكرة وعلاجه وإدارته بالشكل الأمثل، بحيث نحول دون انتشار هذا المرض المُزمن الذي يودي بحياة الملايين حول العالم". ومن المتعارف عليه طبياً أنَّ ضغط الدَّم الطبيعي هو أقلّ من 140 للضغط الانقباضي وأقل من 90 للضغط الانبساطي بين غير المُصابين بداء السكري، بينما يجب أن يقلّ عن 130 للضغط الانقباضي و80 للضغط الانبساطي بين المُصابين بداء السكري، إذ ما أردنا تجنُّب أمراض القلب والسكتة الدماغية وأمراض الكلى والسكري.