قال فضيلة الشيخ صالح بن عبد العزيز آل طالب إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة في خطبة الجمعة الموافقة 12/6/1430ه أن التربية والتعليم وظيفة الأنبياء والرسلين ، وهي معيار حضارة الشعوب وسبق الدول ..وأن أول ما صدر للبشرية هو التعليم: وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا... وأن أول معلمٍ في هذه الأمة هو محمد - صلى الله عليه وسلم - وأول مدرسةٍ في الإسلام كانت في ناحية هذا المسجد الحرام عند جبل الصفا (مدرسة دار الأرقم) .. ومن ذلك المعلم وفي تلك المدرسة ومن أولئك التلاميذ صاغ العرب نواة حضارتهم ، وحينها فقط سمع العالم يومئذ بالعرب وأدخلوهم ضمن حساباتهم .. إذ كانوا قبل ذلك على هامش الأحداث وفي ساقة الأمم .. والتاريخ يعيد نفسه ، وما أشبه الليلة بالبارحة ، ولم يرفع شأن هذه الأمة ولن ينهض بها إلا ما نهض بها في سابقها . وأضاف فضيلته مخاطباً المسلمين : لئن تجاذبت الهموم المصلحين ونازعت قضايا الأمة اهتمام الناصحين وتلونت الآمال في عيون الطامحين فإنها تتفق في قضية كبرى وأطروحة جلى تؤول أكثر الهموم إليها وتنتهي الآمال إليها وعليها ؛ تلك - أيها المسلمون - قضية التربية والتعليم . وقال الشيخ آل طالب لا يخفى على عاقلٍ فضل العلم المقرون بالتربية الصالحة ؛ فبه يعبد المسلم ربه على بصيرة ، وبه يعامل الناس بالحسنى ، وبه يسعى في مناكب الأرض يبتغي عند الله الرزق .. وبالعلم تبنى الحضارات وتبلغ الأمجاد ويحسن البناء والنماء .. العلم يجلس صاحبه مجالس المملوك ، وإذا اقترن بالإيمان فتلك رفعة الدنيا والآخرة : ... يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ... (11 سورة المجادلة) ..أما المعلمون والمعلمات فإنهم يجلسون من كراسي التعليم على عروش ممالك رعاياها أولاد المسلمين ؛ فهم الذين يصوغون الفكر ويفتقون الأذهان ويطلقون اللسان ويربون الجنان ؛ حقهم الإعزاز والإكرام والإجلال وفائق الاحترام .. حقهم أن ينزلوا منازلهم العالية ويوفوا حقوقهم الكاملة ، وأن يعرف قدرهم وتبقى هيبتهم: أَعلِمتَ أشرفَ أو أجلّ من الذي *** يبني وينشىء أنفسًا وعقولا وشدد فضيلته على أن الوصية لهم بعد الوصية بالتقوى والصدق والإخلاص ، وأن يكونوا قدوةً صالحةً لمن يتأسى بهم .