أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة الشيخ الدكتور صالح بن محمد آل طالب المسلمين بتقوى الله عز وجل في السر والعلن واتباع أوامره واجتناب نواهيه ابتغاء مرضاته سبحانه وتعالى داعيا إلى الاهتمام بالعلم والعلماء وتوفير سبل الراحة والاستقرار لهم لما للعلم من مكانة عظيمة في رفع مستوى الحضارات. وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها بالمسجد الحرام إن التعليم الذي صاغ العرب حضارتهم منه كان بداياته في المسجد وعندها فقط سمع العالم بالعرب وأدخلوهم ضمن حساباتهم وقد كانوا قبل ذلك على هامش الأحداث. وأوضح فضيلته انه لايخفى على عاقل فضل العلم المقرون بالتربية الصالحة أن يعبد الله على بصيرة ويعامل الناس بالحسنى ويسعى في مناكب الأرض يبتغي عند الله الرزق مشيرا إلى انه بالعلم تبنى الحضارات وتبلغ الأمجاد ويحصل البناء والنماء والعلم يجلس صاحبه مجالس الملوك وإذا اقترن بالإيمان فتلك رفعة الدنيا والآخرة. وبين الدكتور آل طالب في خطبته أن المعلمون والمعلمات يجلسون من كراسي التعليم على عروش ممالك ورعاياها أولاد المسلمين فهم الذين يصوغون الفكر ويطلقون اللسان وحقهم التقدير والاحترام والإكرام. وأوصى إمام وخطيب المسجد الحرام المعلمين والمعلمات إذا أرادوا تلك المكانة الرفيعة العالية أن يتقوا الله عز وجل في أعمالهم في السر والعلن وأن يكونوا قدوة صالحة لمن يتأسى بهم مؤكدا فضيلته أن الطلاب والطالبات أمانة كبيرة في أعناقهم سيسألهم عنها رب العزة والجلال ، مبينا أن المعلم لايستطيع أن يربي تلاميذه على الفضائل إلا إذا كان فاضلا ولايستطيع أن يصلح حالهم إلا إذا كان هو صالحا لأنهم يأخذون عنه بالقدوة أكثر مما يأخذون عنه بالتقليد. وأشار الدكتور آل طالب إلى أن الاستثمار في الإنسان هو الاستثمار الناجح والباقي والنافع في الدنيا وبعد الممات موضحا أن الحضارة الإسلامية تعلقت قرون من الزمان بمبادئها وأصالتها وعلومها وتجاربها والشريعة الإسلامية بكمالها وشمولها أمرت بتعليم جميع العلوم الدينية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية وغيرها من العلوم التي يكون بها قوام الأمة وصلاح أفرادها ومجتمعاتها ويكون بها استغناؤها عن غيرها وعدم تبعيتها لأحد. // يتبع // 1454 ت م