تنازل الفنان فايز المالكي عن سيارته من طراز بنتلي - التي أهداها إليه الأمير الوليد بن طلال مؤخراً - إلى طفل فقد أسرته المكونة من والده وأمه وشقيقتين في حادث مروري قبل أسبوع أثناء عودتهم إلى الرياض فيما نجا وحده. وأفاد المالكي بأن تبرعه بالسيارة إلى الطفل يوسف الأنصاري جاء محاولة منه للتخفيف من معاناته، مبينا أن الطفل يوسف يحمل كتاب الله وأن السيارة جاءت من عند الله وذهبت لله. وقال المالكي عبر حسابه بموقع تويتر: "لا أستطيع أن أُقدم لحافظ كتاب الله وصابر بالقضاء والقدر إلا هدية متواضعة جاءت من عند الله وذهبت لله"، متابعا: "اليوم يعد من أجمل ايام العمر حيث استطعت ان أُواسي أخي يوسف الأنصاري الذي فُجع بوفاة أهله جميعا بهدية بسيطة تقدم لحافظ كتاب الله". وأفاد بأنه يعرف جيداً أن فقدان عائلة كاملة لا يعوضها لا سيارة ولا كنوز الأرض، سائلا الله أن يلهمه الصبر والسلوان ويعوضه خيراً. الجدير بالذكر أن المالكي كان في زيارة للطفل يوسف الذي يرقد في مستشفى المبارك بحي المربع بالرياض حين سمع من مسؤولي المستشفى بفقدان الطفل لكامل أسرته، فقرر التبرع له بالسيارة. وكان الفقيد أبو بكر بن محمد مصطفى الأنصاري والد " يوسف " وأسرته المكونة من زوجته وابنتيه جمانة وبثينة، بعدما وافتهم المنية إثر حادثة مرورية أودت بحياتهم، أثناء عودتهم من المدينةالمنورة متجهين إلى الرياض أول من أمس. وارتطمت مركبة الأسرة في شاحنة نقل في محافظة ثادق قرب مشاش السهول، وقضوا نحبهم أجمعين جرّاء ذلك، ولم ينج سوى الابن الأصغر «يوسف»، الذي لم يتجاوز 14 عاماً، إذ استيقظ من هول الحادثة مضرجاً بدماء أسرته. واستفاق يوسف، وهو في غرفة العناية المركزة، وبحسب الأطباء شخصت حالته بإصابة طفيفة في الرأس، وكسور في اليد. وقضى أبو يوسف وأسرته أيامهم الأخيرة بجوار مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وكأنهم يعلمون أنها آخر أيامهم، اتصل على بعض رفاقه قبيل رحيله بيوم، واطمأن عليهم، وتواعدوا على أن يلتقوا في القريب العاجل، لكن المنية حالت دون ذلك. وكانت آخر رسالة أرسلها الفقيد من هاتفه لجهات اتصاله عبر «واتسآب»، أشبه ما تكون بوصية مودع، إذ نصت على: «لا تنم قبل أن تقول: اللهم أجرني من موت الغفلة ولا تأخذني من الدنيا إلا وأنت راضٍ عني». كما شعرت ابنته «بثينة» بدنو الأجل حين سطرت أحرفاً خالدة عبر حسابها في «تويتر»، قبل يوم من وفاتها، تخنق كل من يقرأها، قائلة: «هم سبقونا ولا نعلم متى يحين اللحاق، ومتى تلتف الساق بالساق، ربنا ارحمنا إذا حان الموت، اللهم اغفر لنا ولموتانا». وعُرف أبو يوسف ببسمته ودماثة خلقه وحبه وحماسته لكل أعمال الخير، الخاصة والعامة، إذ يشرف على مجموعة من المشاريع الأسرية، وهو معروف لدى أفراد قبيلته كافة.