أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور سعود الشريم المسلمين بتقوى الله حق تقاته. وقال في خطبة أمس (الجمعة): «إن لنا إخواناً في الشام تسللت إليهم المحن وتكاثرت عليهم، اجتالتهم قوة الظلم والبغي فضاعوا وسط زحام التسلط والجبروت، ظلم وعدوان وفاقة وتشريد أطفال يتامى ونساء ثكالى يبكون ألماً ويتلمظون جوعاً وقهراً، امتلأت أوديتهم جثثاً وهاماً فما عادت الدور دوراً ولا المنازل منازلاً، وإن ذلك كله ليضع على كل عاتق نصيبه من المسؤولية أمام الله من قادة وحكام وعلماء ومصلحين ومفكرين وشعوب، ليقف المسلمون أمام موقف واع موحد تجاه طوفان التكالف والتمالؤ على إخواننا في سورية، إن على كل واحد منا مسؤوليته تجاه إخواننا في الشام، فالله الله أمة الإسلام، والله الله قادة المسلمين، إن إخواننا بحاجة إلى مزيد من الجهود وبذل المساعي والإصرار على إزاحة هذا الظلم والعدوان الذي لا رأفة فيه ولا رحمة بشتى السبل بلا استثناء، وأما إخواننا في الشام فإننا نقول لهم: إن الله مع الصابرين ومع الذين اتقوا والذين هم محسنون، إن الله لطيف بعباده وسينصر المظلوم بوعده الذي كتبه على نفسه». وقال: «إنه قد بليت أمة الإسلام في هذا الزمن بالبركان المعلوماتي الثائر والموج التقني الهائج، فقرب البعيد وكشف المخبوء، فكان نتيجة هذا الطوفان الجارف من الحضارة التي رفهت الجسد وأوحشت الروح أن أصبح العالم كله كالكتلة الواحدة، اجتمع فيها بطش عاد، ومعصية قوم لوط، وسحر فرعون وقومه، وتطفيف مدين، وسخرية قوم نوح، وكيد إخوة يوسف، حتى أصبحت أمتنا من جملة المنكوبين بلهيب هذه النار».