غداً الخميس آخر يوم من المربعانية , والجمعة أول أيام الشبط على حسابي وسيستمر لمدة ست وعشرين يوماً مقسمة على نجمين هما النعايم والبلد وكل نجم ثلاثة عشر يوماً وعلامة دخوله رؤية نجم المرزم بعد مغيب الشمس وشدة عصف الرياح الشمالية الباردة . والشبط تسمى في الخليج برد البطين لأنهم يعتبرون المربعانية بداية البرد والبطين شدة البرد وبردها قارس وشديد ويتميز بالصقيع . والملاحظ أن المربعانية لهذه السنة كانت دافئة بوجه عام والسبب في ذلك يرجع إلى عدة أمور وأهمها ، هو أن هذه السنة تعتبر من السنوات المطيرة على جدول دورة المطر التقريبية والسنة المطيرة سنة دافئة وسقوط الأمطار يعني تغلب المنخفضات الدافئة على المرتفعات الباردة..ومن حسن الحظ أن الأمطار هطلت في أول المربعانية على مناح عدة من المملكة وهذا المطر شكل عازل في وجه الأرض مما جعل الأرض لا تتجشأ البرودة المخزنة في جوفها بما يسمى عندنا بالصقيع ... وعند العامة يعتبرون الشبط ولد المربعانية الشقي ومن شقاوته أنه لا يقر له قرار يفتح ويغلق النوافذ والأبواب بعنف لذا يقولون أن (شباط مقرقع البيبان) ويروى أن المربعانيه عندما أرادت الرحيل أمسكت يد وليدها شباط وأخذت توصيه ومن وصاياها أنها قالت له (أنا طلعت ما ضريت عليك باللي أكله دويف وناره ليف ولا تقرب اللي أكله تمر وناره سمر) إلا أن برودته في هوائه أما المربعانية فبردها داخل المنازل , حيث أن هذه الرياح تتخلق في رحم منطقة سيبيريا بروسيا والتي تنخفض فيها درجة الحرارة إلى سبعين درجة تحت الصفر لذا يكون الجو البارد في العراء أما داخل المنازل فأخف وطأة فالمربعانية بردها ينبع من الأرض أما الشبط فبردها نابع من رياحها لأنه مستورد من الخارج وأول موسم الشبط تهجم علينا هجمة برد مباغته تنخفض فيها درجات الحرارة إلى معدلات متدنية كما سيحصل علينا خلال يومي الخميس والجمعة علاوة على السبت وخلال هذا الموسم يكثر هبوب الرياح الشمالية الباردة وشدة عصف الرياح نتيجة تساقط الثلوج على المناطق الشمالية لذا يقول العامة (شباط مقطع الرباط) كناية عن شدة هبوبه ..يقصد العامة بهذا أن الهواء يشتد في الشبط ..ويكون غالبا نسري (مطلع نجم النسر) وشدة الهوا تجعل الأبواب والنوافذ لها صوت قرقعة خصوصاً أبواب الخشب القديمة لأنها ضعيفة ومعرضه للهواء فكانت معظم الأبواب والنوافذ القديمة مصنوعة من الخشب وتطل على الأحواش فيكون لها صوت صرير وعواء كعواء الذئب ولذلك تسمى (العواية) وهذه الرياح تهب علينا أحياناً من الجهة الشرقية وتتصف بالصلافة والبرودة لذا يقول العامة (الشبط مبكية الحصني) وسميت بذلك لأن الحصني (الثعلب) يحفر جحره ..ويضع فتحة الجحر للشرق من أجل أن تدفئه أشعة الشمس عند الشروق لكن الهواء الشرقي البارد والذي يهب في موسم الشبط يلغ إلى داخل الجحر فيبكي الحصني من شدة البرد يتسبب في بكائه من البرد..