رأت مجلة فورين بوليسى، أن التضارب والغموض فى تصريحات القادة الإيرانيين بشأن الوجود العسكرى لبلادهم داخل سوريا، يعكس اختلافات بين النخبة الإيرانية الحاكمة بخصوص الإستراتيجية التى يجب انتهاجها تجاه سوريا، كما يمثل في الوقت نفسه تهديدًا ضمنيًا بأن إيران قادرة على استعراض عضلاتها العسكرية. وأضافت المجلة الأمريكية: "على الرغم من أن المسئولين فى النظام الإيرانى باتوا أكثر، صراحة فيما يتعلق بإقرارهم بوجود حضور عسكرى لبلادهم على الأراضى السورية، فإنهم يحرصون على إضفاء شىء من الغموض على طبيعة ذلك الوجود العسكرى". كان قائد الحرس الثورى الإيرانى محمد على جعفرى قد اعترف بوجود عناصر من قوات القدس، الذراع العسكرية المسئولة عن العمليات التى تتجاوز الحدود الإقليمية بقوات الحرس الإيرانى فى سوريا، غير أنه أشار فى نفس الوقت إلى أن هذا لا يعنى أن إيران متواجدة عسكريا على الأراضى السورية، وأن دورها يقتصر على الدعم اللوجيسيتى والمادى فقط للأسد. وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد يوم من تصريحات جعفرى، أدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست ما وصفه بقيام ببعض الوسائل الإعلامية باستخدام تصريحات قائد الحرس الثورى على نحو انتقائى ومغلوط ومدفوع سياسيا. واعتبر أن بلاده ليس لديها بأى شكل من الأشكال حضور عسكرى داخل أى من دول المنطقة، وبالأخص سوريا. جدير بالذكر أن رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، أن الحرب الجارية في سوريا هي حرب بلاده، معتبرًا أن سوريا تمثل الخطوط الأمامية لما يسمى "محور المقاومة". وشدد اللواء حسن فيروز آبادي على ما جاء في تصريحات بشار الأسد التي قال فيها "ليست سوريا المستهدفة الوحيدة، بل الهدف هو القضاء على محور المقاومة بمجمله"، التي أدلى بها في اجتماع مع وزير الخارجية الإيراني، علي أكبر صالحي، الذي زار دمشق في وقت لاحق من هذا الأسبوع. وقال اللواء فيروز آبادي على هامش استعراض عسكري للقوات المسلحة الإيرانية اليوم الجمعة، في حديث له مع مراسل وكالة "إيلنا" شبه الرسمية: "ما قاله السيد بشار الأسد صحيح، لأن سوريا تشكل الخط الأمامي للمقاومة في التصدي للكيان المحتل للقدس، وقد حافظت على هذا الخط منذ أعوام". وأضاف: "بما أن التصدي للاعتداءات الإسرائيلية يعد من أهداف وطموحات الثورة الإسلامية الإيرانية، لذا تشترك كل من إيران وسوريا في هذا الهدف".