تراجعت ايران، عن تأكيدها وجود قوات من حرسها الثوري في سوريا لدعم نظام بشار الأسد. وزعمت أن تصريحات قائد حرسها الثوري في هذا الصدد أخرجتها وسائل الاعلام من سياقها. وقال المتحدث باسم الخارجية الايرانية رامين مهمنبرست لتلفزة العالم الناطقة بالعربية ان «التعليقات التي نسبت الى الجنرال (محمد علي) جعفري حول وجود الحرس (الثوري) في سوريا كانت جزئية ومغلوطة (...) وليست صحيحة في اي شكل». وزعم أن «لا وجود عسكريا لايران في المنطقة وخصوصا في سوريا». وكان جعفري اقر الاحد بوجود عناصر من «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري في سوريا ولبنان، مشيرا الى «اننا نقدم لهما (البلدان) نصائح وآراء ونفيدهما من تجربتنا». واوردت وكالات الانباء الايرانية بما فيها الوكالة الرسمية تصريحات جعفري، اضافة الى الموقع الالكتروني للحرس الثوري. وطلب الرئيس اللبناني ميشال سليمان الاثنين «توضيحا رسميا» من السلطات الايرانية حول وجود عناصر من الحرس الثوري الايراني في لبنان، بحسب بيان صادر عن رئاسة الجمهورية. وأشار البيان الى ان سليمان التقى بالسفير الايراني غضنفر ركن أبادي أمس، وتناول معه ما نقلته وسائل الإعلام عن القائد الأعلى للحرس الثوري الجنرال محمد علي جعفري حول وجود عناصر من الحرس الثوري في لبنان وسوريا، وأورد البيان ان السفير «نفى ذلك، موضحا ان الكلام أتى جوابا لسؤال يتعلق بوجود عناصر الحرس الثوري الايراني في لبنان وسوريا، وكانت اجابة قائد الحرس محمد علي جعفري تتناول الوضع السوري»، وأضاف ان سليمان «طلب توضيح ذلك رسميا من السلطات الايرانية المختصة». وهي المرة الأولى التي يتقدم فيها لبنان المنقسم بين مجموعة سياسية متحالفة مع سوريا وايران وأخرى مناهضة لهذين البلدين، بطلب توضيح رسمي من ايران الداعمة لوجستيا وماليا لحزب الله، أبرز مكونات الحكومة اللبنانية الحالية. وكان للحرس الثوري الايراني دور أساس في تأسيس حزب الله مطلع الثمانينات من القرن الماضي، بعد أعوام قليلة على انتصار الثورة الإسلامية في ايران. كما أنها المرة الأولى التي تؤكد فيها ايران وجود عناصر من فيلق القدس في سوريا ولبنان، بينما تحدث كل من المعارضة السورية والمسؤولين الاميركيين عن ذلك منذ أشهر.