خرجت ايران من دائرة "التلميح والمواربة", لتوجه تهديدا مباشرا بالتدخل عسكريا في الكويت بحجة "حماية الشيعة في حال حدوث اي تدهور أمني" في البلاد, مؤكدة ان "فيلق بدر وفيلق القدس التابعين للحرس الثوري موجودان بالقرب من الحدود العراقية - الكويتية ولديهما من الاستعداد العسكري ما يكفي للتدخل خلال ساعات الى مواقع متقدمة" في الكويت والدول المجاورة بذريعة حماية "أهل البيت" في المنطقة. وفي هذا السياق, كشف عضو لجنة شؤون الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الايراني محمد كريم عابدي أن اللجنة "درست واستمعت الى تقارير عن الإجراءات المتخذة لحماية أهل البيت في الكويت في حال حدوث أي اختلال امني هناك, ونحن نتابع الاوضاع خصوصاً مع ورود معلومات عن أصوات إرهابية تطالب بالانتقام من أهل البيت وتقوم بجمع وشراء السلاح". وربط كريم عابدي في تصريح نقلته شبكة "خليج فارس" الايرانية بين الكويت والبحرين بقوله ان "ما حدث من دخول جيوش من دول الخليج الفارسي (العربي) الى البحرين لن يتكرر ولن نسمح بتكرار حدوثه في الكويت لان ظروف وموقع البحرين جغرافياً وعسكرياً يختلفان نهائياً عن الكويت ومن حق الجمهورية الإسلامية الإيرانية الدخول اليها (الكويت) لحماية الشيعة هناك مثلما بررت دول من الخليج الفارسي (دول مجلس التعاون الخليجي) دخولها البحرين بأنه لحماية السنة هناك, ومن يعتقد أنه يستطيع الرد على ايران لا يعلم أن بوسع الجمهورية الإسلامية متى رغبت أن تسلب الامن من الأنظمة في دول الخليج الفارسي". وقال ان على "دول الخليج الفارسي (دول مجلس التعاون) الا تستفز الجمهورية الإسلامية وأن تسارع الى السحب الفوري لقواتها من البحرين والتي تعتبر جيش احتلال وأن توقف - ما اسماه - هدم المساجد وحرق المصاحف والاعتقالات ضد المسلمين من أهل البيت في البحرين", مستعرضاً عضلات بلاده بالقول: "إيران الان من الدول العظمى عسكريا وتدرك ذلك جميع دول الاستكبار ولدى الجمهورية الإسلامية أياد طويلة تستطيع الوصول لما تشاء", في تأكيد لوجود خلايا نائمة في دول المنطقة هدفها زعزعة الامن والاستقرار. وفي سياق التهديدات الايرانية لدول الخليج العربي, اتهم المتحدث باسم لجنة شؤون الامن القومي في البرلمان كاظم جلالي المملكة العربية السعودية ب "ارتكاب أخطاء جسيمة في المنطقة وخاصة في البحرين واليمن". وقال "إن على السعودية أن تتخذ الخطوة الأولى بسحب قواتها من البحرين وتقدم الاعتذار للشعب البحريني". وعلى خط مواز, نقل موقع شبكة "خليج فارس" عن مصدر كبير في "الحرس الثوري" الايراني قوله ان "فيلق بدر وفيلق القدس الموجودين بالقرب من الحدود العراقية - الكويتية لديهما من الاستعداد العسكري ما يكفي للتدخل في أي دولة مجاورة لحماية أهل البيت (الشيعة) وأنها الآن على درجة عالية من التجهيز الذي يمكنهما من الانتقال خلال ساعات الى مواقع متقدمة قد تشهد اضطرابات في دول الخليج الفارسي (العربي)". وفيما لم يصدر أي نفي رسمي من طهران لتهديدات المسؤولين الايرانيين, ووسط صمت رسمي كويتي, حذر عدد من النواب الحاليين والسابقين من السكوت عن التهديدات الايرانية, وطالبوا الحكومة ومن بيده القرار ب "الاتعاظ من الغزو العراقي وعدم الركون الى التطمينات العربية وأخذ كل التدابير اللازمة حتى لا تتكرر الأزمة". وفي هذا الاطار, اعتبر النائب د. وليد الطبطبائي ان "تصريح عابدي بأن شيعة الكويت مضطهدون وأن إيران ستتدخل لحمايتهم يعتبر إشعالا للفتنة الطائفية وتهديدا مباشرا للكويت", مؤكدا ان "على شيعة الكويت الرد عليه". من جانبه, قال النائب محمد هايف عبر "تويتر" ان التهديدات الايرانية للكويت جاءت "بعد الفشل في البحرين!", فيما سأل النائب السابق عبد اللطيف العميري الحكومة وشيعة الكويت: "هل سيمر هذا التهديد مرور الكرام وهل تقبلون بهذا التصريح?". بدوره, شن عضو المجلس المبطل عمار العجمي هجوما عنيفا على كريم عابدي, قائلا: ان هذا التصريح "لا يخرج إلا من مجرم اعتاد تهديد الآمنين وترويع المسالمين ونقول إن أتباع أهل البيت لا يحتاجون حمايتكم فهم كويتيون يعيشون بأمان وسلام بجانب إخوانهم متساوون جميعا بالحقوق والواجبات وستجدهم أمامك سداً منيعا وحصناً شامخاً ضد كل معتد أثيم". واضاف ان "هذا المجرم اعتاد على اغتصاب أراض عربية مسلمة كالاحواز والجزر الإماراتية, وعلى الحكومة ومن بيده القرار أن يتعظ من الغزو العراقي والتطمينات العربية والصدامية وأخذ كل التدابير اللازمة حتى لا تتكرر الأزمة", مخاطبا عابدي بالقول: "تخسأ يا عدو الله أن تمس ذرة واحدة من تراب الكويت ولك في المقبور صدام عظة وعبرة". من جهته, توقع عضو المجلس المبطل اسامة المناور ان "يطل علينا أحد المسؤولين الايرانيين غدا ليقول ان التصريح فهم خطأ او ربما يطل علينا أحد مسؤولينا ليعتذر من عابدي لفهمنا الخطأ لتصريحه", مضيفا "حكومة تخاف ما تستحي!". السياسة الكويتية