فى تفعيل برنامج عمل المرأة عن بعد،بدأت شركات التجزئة في السعودية التوجه بقوة لتوظيف السعوديات للعمل من المنزل حيث أعلنت 15 شركة تعمل في قطاع التجزئة عن توفير 500 وظيفة خلال أسبوعين فقط وبراتب يبلغ 4 آلاف ريال شهريا، وهو ما يتوقع برأي مختصين أن يؤدي إلى إلغاء ما نسبته 50 % من مكاتب العمل النسائية، خلال السنوات الثلاث المقبلة، يأتي ذلك في الوقت الذي سيعقد فيه المجلس التوجيهي للقضاء على بطالة المرأة اجتماعه القادم بعد نحو ثلاثة أسابيع من الآن. هذا وقد أعلنت 15 شركة في قطاع التجزئة أمس عن توفير نحو 500 فرصة وظيفية جديدة أمام السعوديات للعمل من المنزل خلال الأسبوعين الماضيين، براتب شهري يبلغ متوسطة الإجمالي 4 آلاف ريال. وفي هذا السياق، أكد الخبير الاقتصادي وأستاذ المحاسبة في جامعة الطائف الدكتور سالم باعجاجة في حديثه إلى الصحيفة أمس أن الشركات المتوسطة والصغيرة ستكون هي المستفيدة من عمل النساء من منازلهن، وقال "هذه الخطوة سينتج عنها توفير أموال كبيرة تنفقها هذه الشركات في تقديم خدمة المواصلات للموظفات، بالإضافة إلى تكلفة تأمين مكاتب نسائية يعملن فيها". وتوقع الدكتور باعجاجة أن يتجه قطاع التجزئة نحو الاعتماد على عمل السعوديات من المنزل بنسبة 50 % خلال السنوات الثلاث المقبلة، مبينا أن هذه الخطوة في حال اعتماد الشركات عليها موفقة جدا وتساعد على توفير الفرص الوظيفية الجيّدة أمام الباحثات عن العمل. وفي هذا الاتجاه ذكر مؤسس "موقع GLO WORK" المتخصص في توظيف المرأة في السوق السعودية خالد بن وليد الخضير في حديث إلى "الوطن" أمس أن معظم الفرص الوظيفية النسائية الجديدة ترتكز في خدمات "الكول سنتر" و"التسويق الإلكتروني"، معتبراً الراتب المقدم للسعوديات في هذا الجانب جيد جداً، خصوصا وأن طبيعة العمل تناسب الكثير من السعوديات الباحثات عن العمل. وأشار الخضير إلى أن شركات قطاع التجزئة في السوق السعودية من أكثر الشركات الراغبة في توظيف السعوديات للعمل من منازلهن، وقال "هذا القطاع لا يعتمد على المركزية، حيث إن هنالك شركات في هذا القطاع تبحث عن السعوديات الراغبات في العمل في شتى أنحاء المملكة، ولا تشترط وجود الموظفة في المدينة مقر الشركة الرئيسي". وأشار الخضير إلى وجود 15 شركة جديدة دخلت في منظومة البحث عن سعوديات للعمل من المنزل براتب شهري يبلغ 4 آلاف ريال خلال الأسبوعين الماضيين، مبينا أن هذه الشركات عرضت نحو 500 فرصة وظيفية جديدة معظمها بمهنة "كول سنتر". وتابع الخضير :"هذه الشركات التي عرضت الوظائف الجديدة، معظمها لم توظف نساءً في السابق على الإطلاق، وهي الآن تبحث عن سعوديات للعمل من المنزل، لأن طبيعة هذا العمل يوفر على الشركات تكاليف النقل، وتجهيز المكاتب، وغيرها من المصاريف الأخرى". وأوضح الخضير أن هناك جهاز للمراقبة سيربط بين الموظفة من منزلها، وإدارتها التي تتبع لها في الشركة، وسيكون بمثابة أداة الربط والمراقبة بين الطرفين، مبينا أنه من خلاله سيتم تقييم مدى التزام الموظفة بساعات العمل الثمان. الجدير بالذكر أن هناك دراسات اقتصادية سابقة أكدت أن مبادرات العمل من المنزل تعد الاستجابة العملية لإشراك المرأة الخليجية في القوى العاملة الوطنية، مما يسهم في دعم الاقتصادات المحلية وزيادة معدلات التوطين. وأشارت هذه الدراسات إلى أن هذا الأسلوب يعد أسلوبًا مشهودًا له بالكفاءة في العمل، وسوف يسهم في حال تطبيقه بالشكل الصحيح عبر دول الخليج، في إضافة أكثر من مليوني امرأة مؤهلة تأهيلاً عاليًا للقوى العاملة، بالإضافة إلى إمكانية المساهمة بنسبة 30 % في إجمالي الناتج المحلي الخليجي. وكانت "الوطن" نشرت قبل نحو أسبوعين عن إنشاء وزارة "العمل" خلال الأيام الماضية مجلسا توجيهيا يختص بدعم توظيف المرأة في المملكة، وهي الخطوة التي انبثق منها إنشاء لجان متخصصة في مختلف القطاعات المعنية بتوظيف المرأة وتفعيل مشاركتها في التنمية الوطنية. يصنعن عطورهن لم تعد السعوديات مجرد مستهلكات للعطورات وأدوات التجميل تبحث عنهن شركات ومصانع أدوات التجميل لتسويق منتجاتها، بل أصبحن أيدي عاملة ماهرة يصنعن هذه المنتجات، ولا يستهلكنها فقط حيث بدأت بعض مصانع العطور والشامبو في جدة خلال الفترة الماضية بتدريب وتوظيف السعوديات لديها كبديل عن تحمل عبء نفقات إضافية لاستقدام أيدي عاملة وافدة، وباتت الأيدي الناعمة النسائية السعودية المدربة مؤهلة لرفع قيمة المنتج السعودي تصنعه ولا تستهلكه فقط.ط ولأول مرة برزت مصانع سعودية بدأت باستقطاب سعوديات يحملن تخصصات علمية مختلفة بتوظيف سعوديات، ويعد مصنع العربية لتعبئة العطور والشامبو والصابون السائل والواقع جنوب مدينة جدة واحدا من ضمن منظومة مصانع تم فيها إحلال أيدٍ سعودية نسائية محل الوافدة. وتعمل بالمصنع الذي بدأ يرتفع إنتاجه بنسبة 27% أكثر من 57 فتاة من خريجات جامعات وحملة شهادات ثانوية ومتوسطة ومحو الأمية، براتب يتراوح بين 4 و 5 آلاف ريال. وقالت عضو اللجنة الصناعية بغرفة جدة رئيس مجلس إدارة المصنع ألفت قباني إن إقدام المرأة السعودية على العمل في مجالات شتى لم يكن متاحا من قبل، ففي الماضي لم يكن متاحا للمرأة العمل بالمصانع وكانت العوائل تتخوف من ذلك. وأفادت أن 50% من النساء الشابات في سن العمل قادرات علي دخول قطاع الوظائف الصناعية، وأكدت أن توظيف السعوديات في مشاريع صناعية سيخدم المملكة مستقبليا ويحقق أهدافا تنموية على الصعيد البعيد وأشارت أن مصنع تعبئة العطور والشامبو والصابون والذي تعمل به أيدٍ سعودية تم تحديد مسارات مبدئية للتدريب للراغبات بالالتحاق فيه وبإشراف نسائي بالتعاون مع صندوق الموارد البشرية وغرفة جدة ووزارة العمل. وأضحت قباني أن إدارة المصنع قامت بتهيئة المكان المخصص لتوظيف النساء، وتم تجهيز مرافق خاصة لهن، وتوفير مواصلات لنقل الموظفات ومخارج للطوارئ وتأمين حاضنات أطفال مجانية بتكاليف رمزية، وأشارت إلى أن المصنع يضم عددا كبيرا من الأرامل والمطلقات والمهجورات اللاتي وفر العمل لهن سبل العيش الكريم. وذكرت أن المرأة العاملة في المصنع تتقاضى راتبا يتناسب والشهادة التي حصلت عليها ويرتفع الراتب بتدرجها بالسلم الوظيفي، ويوقع المصنع عقودا تضمن حقوق الموظفات ويشمل هذا التأمين الطبي. ولفتت قباني إلى أن قدرة المرأة السعودية على المشاركة الفاعلة في التنمية الشاملة سهلتها القرارات السامية التي فتحت الطريق أمام عمل المرأة وأوضحت أن الحكومة لا تمانع في توظيف المرأة في المصانع ضمن القرارات التي أقرها مجلس الوزراء برقم(63) والذي ينص على زيادة فرص التوظيف النسائي بما يناسب المرأة من أعمال، وقرار مجلس الوزراء رقم (120) والقرار الوزاري رقم 1/1/ 2475/ع الصادر في 10/8/1432 والمتضمن اشتراطات توظيف النساء في المصانع، وتهيئتهن للعمل النسائي، وأضافت عضو اللجنة الصناعية بأن تجربة تحويل المرأة من موظفة إدارية إلى منتجة في القطاع الصناعي ستغير المفاهيم السائدة عن عمل الفتيات في المصانع في ظل ما يوفره أصحاب وصاحبات الأعمال من بيئة صحيحة وضوابط شرعية تحافظ على خصوصية المرأة الصانعة. من ناحيتها أكدت مديرة القسم النسائي بمصنع العطور فاطمة المالكي أن التحول العصري لثقافة عمل المرأة في مهن مختلفة أكسبها فرصا وظيفية ومهنية قهرت بها الحرج والحاجة وتفوقت بها على الرجال، وقالت بأنها بدأت عملها في تعبئة العطور منذ 3 سنوات، ومعها 5 موظفات وتدرجت حسب السلم الوظيفي حتى باتت تترأس العشرات من الفتيات العاملات في تعبئة الشامبو والعطور والصابون السائل، وأوضحت مديرة المصنع أن فتيات جدة أثبتن كفاءة عالية، حيث ارتفع الإنتاج في المصنع، مشيرة إلى أنه من الأمور الجيدة توفير إدارة المصنع أتوبيسات لنقل الموظفات من منازلهن إلى المصنع وأزال هذا الحرج والخوف المبرر لدى كثير من الأسر السعودية على بناتها، وقالت إن الإدارة تحرص على توظيف السعوديات اللاتي يسكن قريبا من المصنع ولا تتجاوز ساعات العمل ال8 ساعات. المرأة والعمل عن بعد بما المرأة لها مكانة كبيرة لدى المجتمع السعودي , ولها دور فعال في زيادة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المملكة العربية السعودية . وبما اننا في دولة محافظة تطبق اصول ديننا الحنيف , برز ما يسمى ب ( العمل عن بعد او العمل الالكتروني ) . ومنها فلقد قمت بإعداد بحث عن العمل عن بعد ودوره في زيادة دور المراة في المجتمع السعودي .. مع بيان دراسات سابقة ( محلية وعالمية ) , وكذلك عمل دراسة استطلاعية حول ممارسة المراة السعودية بنظام العمل عن بعد في المجتمع السعودي . واستخراج نتائج واحصائيات تلك الدراسة . فأكثر من جهة مانحة تبنت مشروعا بعمل المرأة عن بعد، لتثبت جدوى هذا المنحى الجديد من العمل؛ ويتلخص في أن تسهم المرأة في بناء مجتمعها، وهي في منزلها، من خلال التقنيات الحديثة، لتكتفي ذاتيا بمورد مالي مناسب دون أن تفقد دورها في المنزل، ودون أن تتعرض لآفات الطريق وآفات الخروج. إن هذا المشروع ليس بديلا عن خروج المرأة المحتشم إلى المدارس والمشافي والمراكز والجمعيات والأسواق المخصصة لها، وإنما هو إضافة فرص أخرى، ونسيج سعودي إبداعي جديد، يتوافق مع ظروف كثير من البنات والنساء، ممن يكن في قرى بعيدة، أو هِجَرٍ نائية، أو حتى في وسط المدن؛ ولكن وضعها الخاص في المنزل لا يتيح لها فرصة الخروج للعمل خارج المنزل؛ ولذلك أمثلة كثيرة جدا؛ فالمرأة التي فقدت زوجها؛ بوفاة أو سجن أو طلاق أو مرض أو انحراف، ولها أولاد، إن تركتهم للخروج للعمل ضاعوا، وإن بقيت في بيتها دون عمل جاعوا!! فيأتي العمل عن بعد ليعيد تشكيل الأسرة من جديد، أسرة منتجة، وامرأة عاملة، ويد كريمة، ودخل مناسب يتنامى، في الوقت الذي تكون فيه الأم إلى جوار أطفالها، وشبابها أيضا، لتربيهم في الزمن الذي بات يلح على ضرورة اقتراب الآباء والأمهات من الأولاد، حتى لا تتخطفهم الكلاليب من كل شكل ولون!! وألوف من البنات اللاتي تخرجن في الجامعات، وبقين ينتظرن الزوج أو الوظيفة، مما قد ينتج عن ذلك آثار نفسية تتآكل معها الفتاة، ويزداد هذا التآكل مع مرور الزمن تصاعديا.. فإذ لم يأت الأول فالثاني إذن.. ولكنهن يعانين من عدم القدرة على الوصول إلى مقر العمل لأي ظرف من الظروف، فيكون العمل عن بعد إغناء شخصيا عن طلب المال الحيي من أولياء أمورهن، وتبديدا لما تراكم من تأكسدات نفسية بسبب طول الانتظار، فالعمل للكبار كما يقول النفسيون كاللعب للصغار، يستل كل التراكمات الرديئة في نفس الإنسان، ويجدد الحياة. وجدير بكل المؤسسات الحكومية والأهلية والخيرية أن تسهم في هذه البرامج التي تحيل الأسرة من آخذة إلى معطية، ومن واقفة على بوابة الزمن تستجدي الارتقاء بحالها، إلى مديرة للزمن، بجدارة، تسهم في صناعة الحياة بكل اقتدار. إن الجمعية الخيرية التي تتناقص منها أعداد الأسر الفقيرة كل عام، لأنها أغنتهم عن ذل السؤال بالتوجه إلى الاتجار، هي الجمعية الجديرة بالاحترام، والتقدير من وزارة الشؤون الاجتماعية والمجتمع كله، لا تلك الجمعية التي تفخر كل عام بزيادة الأسر المحتاجة الملتحقة بها. منذ زمن طويل ونحن نسمع بمعالجات الفقر، واليوم أصبحنا نرى ونشاهد ونلمس الأيدي المباركة وهي تمتد لتحيل الحلم حقيقة. وإني لأتمنى أن يكون جزء من الميزانية الضخمة المخصصة للطلاب الفقراء والطالبات التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين رعاه الله، التي قاربت نصف مليار ريال، أن يكون جزء منها مخصصا لتأهيل الشباب والفتيات من خلال برامج راقية لزيادة التقدير الذاتي لدى أولاد الأسر الفقيرة، الذين قد يكونون ورثوا عادات التسول وامتهان ملاحقة الأغنياء لأخذ ما يجودون به لهم، وقد يكونون لم يفكروا أبدا بالارتقاء بأنفسهم، ثم الأخذ بأيديهم إلى بوابة العمل الكريم. إن قصص الأغنياء بل المليونيين تشي بأنهم كانوا فقراء، بل أقل من مستوى الفقر، ولكنهم كانوا يمتلكون نفوسا غنية، منحتهم القوة على الإقدام والمبادرة والتفاؤل، ثم عملوا وجهدوا وثابروا، فوفقهم الله تعالى وأغناهم من فضله. ليست الطريق مجهولة، بل واضحة المعالم، مكشوفة المنحنيات، مهدها الأولون، ولم يبق للآخرين إلا أن يقدموا، ويسيروا على الخطا ذاتها؛ ليصلوا بإذن الله تعالى إلى مبتغاهم.