هددت مجموعات إيرانية متطرفة، موالية للنظام، بتحويل مباراة كرة قدم مرتقبة بين المنتخبين الإيراني والبحريني إلى ساحة ضد السعودية والبحرين. والمجموعات التي أطلقت هذا التهديد يطلق عليها "أصحاب الملابس المدنية" أو "الأوباش"، وهي مجموعة موالية للنظام، ولها ارتباطات بقوات البسيج التابعة للحرس الثوري الإيراني، وتماثل "الشبيحة" في سوريا، ولكنها منظمة بشكل جيد. وجاء تهديد "الأوباش" ضد المباراة التي سيشهدها ملعب أزادي في طهران يوم الثلاثاء القادم، تنديدا بما وصفوه "بقمع المحتجين البحرينيين" والتواجد العسكري السعودي في البحرين من خلال قوات درع الجزيرة. ودخلت قوات درع الجزيرة إلى مملكة البحرين قبل عدة أشهر للمساعدة في إرساء الأمن عقب موجة احتجاجات شيعية اتضح لاحقًا أنها كانت ضمن مخطط مدعوم من طهران بهدف إسقاط نظام الحكم في المملكة الخليجية. وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم وصف المباراة بين البحرين وإيران محفوفة بالمخاطر الأمر الذي دفعه إلى تعيين حيدر حيدر خان دل أكبر الماليزي كمشرف أمني ليرفع تقريره إلى الاتحاد بخصوص عدم تعرض الفريق البحريني إلى تصرفات تخالف القوانين الرياضية. ووذكر خبراء إيرانيون أنه نظرا لاحتجاج اتحاد كرة القدم البحريني على تصرفات سابقة مماثلة في ملاعب إيران ضد الفريق البحريني واحتمال تسييس الرياضة من قبل المشجعين الإيرانيين سيشرف اتحاد آسيا لكرة القدم من خلال مندوبه على هذه اللعبة وفي حالة حدوث مخالفات ستُحرم إيران من استضافة أي مباراة في المستقبل. ودعا اتحاد كرة القدم الإيراني المشجعين لتوخي الحذر والابتعاد عن إطلاق شعارات سياسية من شأنها تمهيد الأرضية لفرض عقوبات رياضة على إيران. وشهدت الملاعب الإيرانية في حالات سابقة رفع بعض المشجعين الإيرانيين لافتات تحمل شعار "الخليج الفارسي إلى الابد" الأمر الذي اعتبر بمثابة تحريض سياسي ضد بعض الفرق العربية وخاصة فرق المملكة العربية السعودية. وفي المباراة الأخيرة بين فريق الاتحاد السعودي وبيروزي الإيراني أطلق بعض المشجعون الإيرانيون شعارات ضد كل من السعودية والبحرين الأمر الذي أدى إلى الاشتباك مع مشجعين إيرانيين معارضين لهذا السلوك ومع الشرطة إلا إنه لم تتخذ أي إجراءات قانونية ضدهم. وتتعامل إيران بازدواجية في التعاطي مع الربيع العربي ففي الوقت الذي تعتبر أحداث البحرين ثورة شعبية، تصف الثورة ضد حليفها نظام بشار الأسد بأنها صنيعة أمريكا و"إسرائيل" ووصفها المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي بالنسخة المزورة للثورات العربية..