( الأولى ) وكالات : رفضت الحكومة الجزائرية منح اللجوء السياسي للمسئولة عن طاقم حراسة العقيد الليبي معمر القذافي المخلوع، والتي أُعلن عن قيام الثوار الليبيين بتوقيفها الشهر الماضي، على الرغم من إلحاح شخصيات بارزة في قبائل الطوارق بجنوبيالجزائر. ونقلت صحيفة "الشروق اليومي" الأحد عن مصدر جزائري مطلع قوله: "إن أعيانًا وشخصيات معروفة في قبائل الطوارق بالجنوبالجزائري حاولت أن تحصل من الحكومة على الموافقة على طلب لجوء سياسي لصالح مبروكة الشريف مسئولة البروتوكول عند القذافي، واتصلت لأجل ذلك بمصالح دبلوماسية وأمنية مختلفة، في إليزي جنوب البلاد وفي الجزائر العاصمة، لكن الحكومة نأت بنفسها عن الفكرة، وأمرت المسئولين الذين أداروا تلك الاتصالات، بقطعها". وإلى جانب إدارتها لبروتوكول القذافي، وتنسيق عمل الحارسات الشخصيات اللاتي اشتهر بهن العقيد خلال فترة حكمه، وصفت الصحيفة مبروكة الشريف بأنها تعد "مخزنًا لأسرار القذافي وحلقة الوصل الأساسية بينه وبين زعماء وأعيان الطوارق في ليبيا ودول الجوار الأخرى، خاصة في الجزائر ومالي والنيجر، وكانت الباب التي يطرقونه إذا أرادوا شيئًا من العقيد، كما كانت الممر الأهم لطوارق ليبيا لأخذ حصتهم من المناصب في الدولة والنظام". وأكدت الصحيفة أن مبروكة الشريف "لا تواجه أية متابعات قضائية أو قانونية في ليبيا، إلا أن الحكومة الجزائرية تخشى أن تطالها تلك المتابعات مستقبلاً، وبالتالي ستكون محرجة إذا تقدمت لها السلطات الليبية الجديدة بطلب تسليمها". واعتبرت أن رفض الحكومة الجزائرية منحها اللجوء رسميًّا "لا يمنع من دخولها الأراضي الجزائرية بطريقة أخرى". وكانت صحيفة "فبراير" اليومية - التي تصدر عن هيئة دعم وتشجيع الصحافة في ليبيا - ذكرت في 21 سبتمبر الماضي أن أفرادًا من كتيبة القعقاع التابعة للثوار الليبيين داهمت منزل مبروكة الشريف وهي من المقربات من القذافي وعثرت داخل منزلها الكائن بمنطقة السراج بطرابلس على أعتى أنواع السلاح. وقالت: إنه "بعد التحقيق معها ثبت أن القذافي كان يتردد عليها في منزلها، واكتشفت القوة داخل إحدى الغرف العديد من طلاسم سحر وشعوذة وقنينات للأكل مكتوب في أعلاها للأخ القائد"، وأشارت إلى أن القذافي كان يتردد عليها خلال الفترة الأخيرة قبل سيطرة الثوار على طرابلس في 23 أغسطس. وكان القذافي قد استعان منذ سنوات بأطقم حراسة تتألف من نساء فقط، وكنَّ يقمن بمرافقته سواء في تحركاته داخل ليبيا أو جولاته خارج البلاد. وفي أواخر أغسطس، ألقى الثوار القبض على عائشة عبد السلام إحدى حارسات القذافي الخاصة، بعد اشتباكات عنيفة بمدينة الزاوية الواقعة على بعد 50 كيلومتر جنوب غرب العاصمة طرابلس. وكشفت بعد القبض عليها السر وراء تجنيد النساء بالجيش الليبي واصطحاب القذافي للحارثات بشكل دائم، مفسرة ذلك بأنه كان يريد أن يصور للعالم كيف أن النساء في ليبيا يتمتعن بنفس الحقوق التي يتمتع بها الرجال.