أفاد مصدران أمنيان يمنيان بأن ما لا يقل عن 50 شخصاً قتلوا في قصف نفذته طائرة أمريكية من دون طيار الخميس مستهدفة مسلحين في جنوبي اليمن. وأوضح المصدران، حسبما أوردت شبكة سي إن إن الأمريكية، أن القصف الجوي استهدف مركزاً للشرطة كان قد سقط بأيدي عناصر يشتبه بانتمائها لتنظيم القاعدة. وقال أحد المصدرين إن عشرات الأشخاص أصيبوا جراء القصف الجوي، الذي وقع في مديرية الوضيع بمحافظة أبين. وأشار إلى أن الطائرات من دون طيار تشاهد في سماء المنطقة بشكل يومي، ويتوقع أن تقع هجمات أخرى. ودمر القصف الجوي سبع عربات تابعة للمسلحين، بالإضافة إلى العتاد والمعدات. من جانبها، زعمت الحكومة اليمنية أن الهجوم لم يكن بطائرة استطلاع أمريكية من دون طيار، وأن قواتها الجوية هي التي نفذت الهجوم. وقالت زارة الداخلية اليمنية في موقعها على الإنترنت إن 9 مسلحين قتلوا وأصيب العشرات وإن عدد القتلى مرشح للزيادة. هذا ولم يرد حتى الآن أي تعليق من قبل المسؤولين الأمريكيين على هذه الأنباء. إلى ذلك، قال شاهدا عيان إن 30 مدنياً على الأقل كانوا متجمعين في تلك المنطقة، وقالت امرأة تدعى يسرا بندر إنه "لا أحد يعرف من يموت في أبين.. نريد أن نغادر المحافظة ولكن لا نعرف إلى أين.. إن مغادرة المحافظة يشكل موتاً بطيئاً لما جميعاً". يشار إلى أن نحو 62 شخصاً قتلوا في أبين قبل عامين في قصف جوي مماثل. وفي يونيو الماضي، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن الولاياتالمتحدة كثفت من ضرباتها الجوية ضد المسلحين الإسلاميين في اليمن مستغلة حالة الفراغ في السلطة بالبلد الذي يشهد احتجاجات للمطالبة بتنحي الرئيس علي عبد الله صالح منذ فبراير الماضي. ونقلت الصحيفة عن مصادر أمريكية، لم تكشف عنها، أن الولاياتالمتحدة تستخدم في هجماتها طائرات بدون طيار ومقاتلات، اعتقادًا من المسئولين الأمريكيين بأن تلك الضربات من شأنها منع المقاتلين الإسلاميين من تعزيز قوتهم. وجاءت تلك الضربات عقب توقف استغرق نحو عام، على خلفية مخاوف بشأن قتلى مدنيين سقطوا بسبب معلومات استخباراتية غير دقيقة. والنظام اليمني الحالي حليف للولايات المتحدة. وهناك مقر قيادة للجيش وعملاء الاستخبارات الأمريكيين في صنعاء، يستخدم في جمع المعلومات الاستخباراتية عن المسلحين والتخطيط للضربات. لكن الإدارة الأمريكية حاولت الحفاظ على سرية الحرب الأمريكية في اليمن بسبب مخاوف من أن يتسبب الإعلان عن ذلك في تقويض قبضة الرئيس علي عبد الله صالح الهشة على الحكم.