قللت حركة "طالبان" الأفغانية الخميس من الخطة الأمريكية لسحب عشرة آلاف جندي من أفغانستان بنهاية العام الجاري، ووصفتها بأنها ليست سوى خطوة رمزية وينبغي اتخاذ إجراءات أكثر جدية "لوقف حمام دم لا طائل وراءه". وجاء في بيان أصدرته الحركة أرسل إلى وسائل الإعلام عبر البريد الالكتروني "تريد إمارة أفغانستان الإسلامية مجددا توضيح أن حل الأزمة الأفغانية يكمن في الانسحاب الكامل والفوري لكل القوات الأجنبية، وإذا لم يحدث هذا فسوف يزداد صراعنا المسلح يوما بعد يوم"، بحسب وكالة "رويترز". وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما أعلن الأربعاء أنه سيسحب 10 آلاف جندي أمريكي من أفغانستان ابتداء من الشهر القادم وحتى نهاية العام، وأن إجمالي عدد الجنود الذين ستشملهم خطة خفض القوات سيصل إلي 33 ألفا بحلول صيف 2012 . وفي كلمة وجهها إلي الشعب الأمريكي عبر التلفزيون ترسم معالم تحول في السياسة الأمريكية بعد عقد من الحرب، قال أوباما إنه بعض الخفض المبدئي للجنود سيجري سحب المزيد من القوات من أفغانستان بوتيرة مطردة مع تولي الأفغان مسئولية حفظ الأمن في بلدهم. وأضاف قائلا: "أمريكا.. حان الوقت للتركيز على بناء الأمة هنا في الداخل"، مشيرا إلى أن الولاياتالمتحدة أصبح بمقدورها سحب الجنود مع تعرض تنظيم "القاعدة" لضغوط أكبر من أي وقت منذ هجمات 11 سبتمبر 2001 التي انطلقت بعدها الولاياتالمتحدة إلي الحرب بأفغانستان. وأكد الرئيس الأمريكي أن الولاياتالمتحدة ستنضم إلي مبادرات تهدف إلي تحقيق المصالحة بين فئات الشعب الأفغاني بما في ذلك حركة "طالبان" مع تعزيز قدرات الحكومة الأفغانية وقوات الأمن. واعتبر أن "هذه هي البداية -وليس النهاية- لمسعانا لإنهاء هذه الحرب"، إذ رأى أن تحديات ضخمة ما زالت باقية في أفغانستان. وقال أيضا إن الولاياتالمتحدة ستستضيف قمة لحلف شمال الأطلسي في شيكاغو في مايو 2012 لتحديد معالم المرحلة القادمة من العملية الانتقالية في أفغانستان. وعبر وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس- الذي سيتقاعد من منصبه في نهاية الشهر الحالي- عن مساندته القوية لخطة الرئيس أوباما لسحب حوالي ثلث القوات الأمريكية من أفغانستان بحلول نهاية صيف العام القادم. وقال جيتس في بيان "إنني أؤيد قرار الرئيس لأنه يتيح لقادتنا العسكريين الموارد والوقت الكافيين والمرونة -وهو ربما الشيء الأكثر أهمية- للوصول بعملية تعزيز القوات إلى نهاية ناجحة". يأتي هذا فيما أظهرت نتائج استطلاع للرأي تأييد 56% من الأمريكيين لضرورة سحب كل القوات الأمريكية من أفغانستان في أسرع وقت ممكن, وإنهاء حرب تكلّف الخزانة الأمريكية 110 مليارات دولار أمريكي سنويا.