قادت مأدبة عشاء سعودية أحد رجال الأعمال الإيطاليين إلى إشهار إسلامه من خلال المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات في البديعة غرب العاصمة السعودية الرياض. ولم يتوقع الإيطالي المهندس جياني مورانا 75 عاما الذي يدير شركة متخصصة في مجال الهندسة الإبداعية وسبق أن أشرف على عديد من المشاريع العمرانية والتنموية في السعودية من أبرزها أبراج الخالدية التي تعد من أوائل ناطحات السحاب في المملكة والتي شيدت قبل قرابة 30 عاما، وفي مطار الملك خالد الدولي الذي افتتح في تشرين الثاني (نوفمبر) 1983، أن يكون النقاش الذي دار أمس الأول على مائدة أحد رجال الأعمال في العاصمة السعودية الرياض سببا في اقتناعه أن الدين الإسلامي هو الدين الحق ودين التسامح والتآخي بعد أن توثقت عرى العلاقة بينه وبين عدة سعوديين، إضافة إلى حسن التعامل في العلاقات التجارية التي أدارها خلال فترات وجوده في السعودية. وكشف فؤاد بن عبد الرحمن الرشيد المدير التنفيذي للمكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات في البديعة، أن سماحة الإسلام والروح التي يتعامل بها المسلمون قادت هذا الإيطالي للتفكير جديا في دخول الإسلام، مشيرا إلى أن وجبة العشاء التي أقامها أحد رجال الأعمال السعوديين احتفاء برجل الأعمال الإيطالي كانت الفاصل في موافقته على الدخول في الإسلام، خاصة بعد أن دار نقاش على مائدة الطعام حول الدين الإسلامي الذي ينبذ العنف والإرهاب، ويدعو للتسامح والمحبة بين الديانات. وأشار الرشيد إلى أن ال 45 دقيقة الأولى من اللقاء بينه وبين الضيف في مقر المكتب الجديد كانت كفيلة بموافقته على دخول الإسلام قبل أن يتجه لجامع غزوى المطيري بعد صلاة العشاء ليشهر إسلامه وسط أكثر من 300 مصل في الجامع الذين باركوا هذه الخطوة وأقبلوا على تهنئته واحتضانه، وهو ما دعاه للتفكير مليا في هذه الخطوة التي توضح مدى المحبة والود والاحترام التي تجمع المنتمين لهذا الدين العظيم وهم لا يعرفون هذا الرجل وقد يكون لقائهم الأول به ورغم ذلك بادلوه بالحب وودعوه بالأحضان والدموع. وقال الرشيد إن أول درس تلقاه المهندس الإيطالي بعد إعلان إسلامه هو طريقة الوضوء التي سبقت أول فرض من فروض الصلوات بعد إسلامه والتي كانت صلاة العشاء، كما تم تقديم عديد من الكتيبات التي توضح مسائل العقيدة والتوحيد وإمكانية متابعة بعض المواقع الإلكترونية الموثوقة والمتخصصة التي تعرف بالدين الإسلامي. وأجرى الرشيد أمس اتصالا هاتفيا مع المهندس مورانا الذي غادر الرياض بعد إعلان إسلامه إلى روما، مؤكدا أنه سيعود إلى العاصمة السعودية خلال اليومين القادمين وسيزور المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات في البديعة للاستزادة من تعاليم الدين الإسلامي وذلك من منطلق الحرص على التواصل مع المسلمين الجدد والتثبت من إسلامهم، مؤكدا أن المكتب يعمل على التواصل مع مهندسين من الجالية الإيطالية المقيمة في المملكة تمهيدا لدخولهم في الإسلام. يذكر أن المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات في البديعة يعد واحدا من أنشط المكاتب الدعوية على مستوى البلاد، حيث أشهر العام الماضي أكثر من أربعة آلاف شخص إسلامهم عن طريق المكتب الذي ابتكر عديدا من الطرق والأساليب الحديثة في الدعوة.