جدة يطالب المجلس البلدي بجدة خلال جلسته اليوم الأربعاء الأمانة بتفسيرات واضحة عن أسباب غرق أغلب أنفاق المحافظة وتسرب المياه من أعلى نفق الطيارة (أحدث المشاريع التي تم افتتاحها) وانهيار السد الاحترازي في مجمع أم الخير السكني، أبان كارثة السيول التي ضربت المحافظة يوم الأربعاء الماضية وتسببت في وفاة وإصابة (110) شخصاً وأضراراً كبيرة في الممتلكات، وخلفت الكثير من الآثار السلبية في أغلب الأحياء. وأكد الأستاذ حسين علوي باعقيل رئيس المجلس البلدي أنه تم إلغاء جدول الأعمال المعد مسبقاً للجلسة الاعتيادية رقم (77) اليوم الأربعاء وتقرر تخصيصها كاملة لبحث تداعيات سقوط الأمطار والسيول بعد الخسائر الكبيرة التي أسفرت عنها أمطار الأربعاء الماضي، متوقعاً حضور مسئولي أمانة جدة لبحث القضية التي تشغل الرأي العام بأكمله، حيث سيتم استعراض خطة مواجهة الأمطار والسيول، والجهود التي بذلت حتى الآن لتخفيف آلام المتضررين وتعافي الشوارع والأحياء والمخططات السكنية. ونوه رئيس المجلس البلدي بالاهتمام الكبير الذي تحظى به قضية السيول والأمطار في جدة والتي تمثلت في التوجيه العاجل الذي أصدره خادم الحرمين الشريفين بتعزيزات شاملة من أغلب الوزارات والجهات المهنية من أجل إنقاذ محافظة جدة مما تتعرض له، وتأكيدات نائب خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز خلال اجتماع مجلس الوزراء أمس الأول بأن الأولوية تتمثل في معالجة أوضاع جدة، وكذلك الزيارة الميدانية لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية أمس للأحياء المتضررة للتعرف على حجم الأضرار عن كثب، ومعرفة أسباب ووسائل العلاج بأسرع وقت ممكن، وإيجاد الحلول الناجحة مما يحول دون تكرار ذلك لاحقا. وأشار باعقيل أن الظروف التي حلت بجدة في الأيام الماضية جعلت المجلس على صعيد لجنته التنفيذية في حال انعقاد شبه مستمر، حيث تم تشكيل غرفة عمليات في نفس يوم الكارثة، وتواصل على مدار الساعة مع غرفة العمليات الرئيسية في أمانة المحافظة والدفاع المدني، وتفاعل مع مئات الشكاوى التي وصلته من مختلف الأحياء عن وجود تراكمات غير طبيعية للمياه، وأحالها على الفور للأمانة عبر جهاز المتابعة في غرفة العمليات. وأوضح أن وصول منسوب مياه الأمطار الأربعاء الماضي إلى ( 111.6ملم) كان فوق كل الاحتمالات والاستعدادات مما تسبب في أضرار كبيرة وأدى حسب أرقام الدفاع المدني إلى (10) وفيات وأكثر من (100) مصاب وأضرار كبيرة في السيارات والممتلكات، إضافة إلى تعطل حركة المرور بشكل كبير على مدار ثلاثة أيام، كما كان غرق أنفاق جدة حتى الذي تم افتتاحه منها في الفترة الأخيرة مصدر تساؤل للجميع، لاسيما أنها من المشاريع الجديدة التي روعي فيها وجود مضخات لتصريف مياه الأمطار والسيول. وكشف الأستاذ حسين باعقيل أن جلسة اليوم ستشهد مناقشة مشكلة تكرار غرق الأنفاق والحلول المقترحة من الأمانة لمنع تكرار ذلك، وأسباب تسرب المياه من سقف نفق الطيارة في شارع الأمير ماجد الذي يعد أحدث المشاريع التي تم افتتاحها في شهر يناير الماضي، وسيطرح الأعضاء تساؤلاتهم وملاحظاتهم حول سبب انهيار السد الاحترازي الموجود بالقرب من أم الخير السكني بعد الزيارة التي قاموا بها ميداناً إلى المخطط، ويستمع المجلس إلى الإجراءات التي اتخذتها الأمانة خصوصاً مع استمرار احتمالات سقوط الأمطار في الأيام المقبلة. وأضاف: سنتطلع على تقريراً كاملاً عن الجهود التي بذلت من الأمانة لمواجهة الكارثة، والخطة الطارئة التي يجري تنفيذها الآن لبحث تداعيات سقوط الأمطار والسيول، ومحو الآثار السلبية الموجودة في أغلب الأحياء، والترتيبات التي تم إعدادها لمواجهة أي أمطار أو سيول جديدة يمكن أن تسقط في الأيام المقبلة. وتابع: سيطالب المجلس من الأمانة بذل أقصى الجهود ورصد الميزانيات اللازمة للنظافة السريعة في الشوارع والأحياء، وبذل أقصى الجهود لتغطية المحافظة عبر خطة شاملة للمكافحة الحشرية من أجل تحسين الوضع الصحي والبيئي بأسرع وقت. وأشار أن المجلس البلدي سيعيد في جلسة اليوم قراءة التوصيات التي رفعها منذ عام 1427ه من أجل تنفيذ شبكة متكاملة لتصريف المياه والأمطار في كل أنحاء جدة، والجهود التي بذلها سواء عبر جلساته الطارئة أو زياراته الميدانية أو ورش العمل التي أقامها من أجل حث المسئولين في الأمانة ومختلف الجهات على التسريع في هذه المشاريع، وسيقدم تقريراً شاملاً عن العمل الذي جرى في هذا الاتجاه على مدار السنوات الأربع الماضية.