( الأولى ) متابعات : استقبل المرشد الإيراني، علي الخامنئي، رئيس الحكومة العراقية المنتهية ولايته، نوري المالكي، الذي زاره الاثنين ضمن جولة إقليمية تأتي في خضم استكمال المساعي لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة التي لم تبصر النور بعد بسبب الخلافات السياسية المستمرة منذ انتهاء الانتخابات البرلمانية في مارس/آذار الماضي. وقال الخامنئي خلال اللقاء إن الشعب العراقي "يقظ ولا إمكانية لهيمنة المعتدين عليه من جديد،" بينما وصف المالكي إيران بأنها "بلد شقيق" وذلك بعد ساعات من الهجوم العنيف الذي شنه منافسه على رئاسة الحكومة، أياد علاوي، الذي اتهم إيران بالسعي لزعزعة الشرق الأوسط وبث الفوضى فيه والسيطرة على لبنان والعراق والأراضي الفلسطينية. وأشار الخامنئي إلى التأخر في تشكيل الحكومة العراقية، ودعا الساسة العراقيين إلى "التركيز على موضوع تشكيل الحكومة وتحقيق الأمن والاستقرار في البلاد،" مشيرا إلى أنهما من أهم مطالب الشعب العراقي، على حد تعبيره. واعتبر المرشد الإيراني أن الوضع الأمني في العراق "أفضل من السابق،" وأضاف "رغم وجود الاستقرار النسبي لازال هنالك خلل أمني في العراق ويعود جزء منه إلى الأمور التي تفرضها بعض القوى التي ترى مصالحها السياسية في زعزعة الأمن في هذا البلد." كما قال إن "آلام ومعاناة الشعب العراقي تحزن الجمهورية الإسلامية،" وأعرب عن أمله ب"خلاص العراق من شرّ أميركا بأسرع ما يكون لإزالة المشاكل التي يعاني منها الشعب العراقي." من جانبه، قدم المالكي "الشكر والتقدير لدعم الجمهورية الإسلامية للشعب العراقي في مختلف المراحل والظروف الصعبة،" وقال: إن علاقات العراق مع إيران هي "علاقات إستراتيجية وتأتي في مقدمة علاقات العراق مع الدول الأخرى." يذكر أن علاوي، الذي يقود أكبر كتلة نيابية في البرلمان، كان قد اتهم النظام الإيراني بالعمل على ضرب الاستقرار في الشرق الأوسط،" قائلاً إن طهران تسعى ل"نشر الفوضى في المنطقة بالتدخل لزعزعة الأوضاع في العراق ولبنان والأراضي الفلسطينية." واعتبر علاوي، في حديث لCNN أن المنطقة ككل "سقطت فريسة مجموعات إرهابية تتلقى دعماً مالياً من لإيران،" مضيفاً أن طهران "ترغب بالتأكيد في تغيير العملية السياسية في العراق بشكل يجعلها متوافقة مع تطلعاتها ومتطلباتها،" على خلفية تدخلها في أزمة تشكيل حكومة جديدة ببغداد. وتجنب علاوي الرد بشكل مباشر على سؤال CNN حول ما إذا كان يرغب في توجيه أصابع الاتهام إلى إيران بتدبير عملية التفجير التي أدت مؤخراً إلى مقتل أربعة من عناصر حزبه، فاكتفى بالقول: "هناك الكثير من القوى التي ترغب في التأثير على الأوضاع بالعراق." ولكن علاوي استدرك قائلاً: "لا أعتقد أن هناك زعماء في المنطقة لا يرغبون بدعم قيام عراق قوي ومستقر، ولا يوجد دول تدعم التطرف وتريد تصاعد المد المذهبي إلا إيران.. للأسف." وتعتبر قائمة "العراقية" أكبر الكتل الموجودة في البرلمان العراقي اليوم، ولكن التحالفات السياسية بدأت تؤثر في ترجيح كفة رئيس الوزراء الحالي، نوري المالكي، للاستمرار بمنصبة لولاية جديدة.