جدد الرجل الثاني في تنظيم "القاعدة"، أيمن الظواهري، هجومه على المدير التنفيذي السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، محمد البرادعي، الذي أعلن اعتزامه خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة في مصر، ووصفه بأنه "مبعوث العناية الأمريكية." وقال الظواهري، في رسالة صوتية منسوبة إليه بثتها مواقع تتبنى نشر بيانات الجماعات المتشددة، إن البرادعي، الذي وصفه ب"العلماني"، الذي "سقط علينا من سماء العناية الأمريكية، ليدير المعارضة المصرية لحساب أمريكا، كما كان يدير، لحسابها أيضاً، وكالة الطاقة الذرية." وتابع في هذا الصدد قائلاً: "بعد أن استنفذت أمريكا أغراضها من مبارك، واستخدمته كمخلب قط في تنفيذ كل جرائمها القذرة في المنطقة، فلما تحول مبارك إلى رمز للفساد، ولما أحست أمريكا أن توريث مبارك الحكم لولده، ربما يثير القلاقل والمتاعب، قررت أن تجرب خطاً موازياً لتحقيق أهدافها، عبر مبعوث العناية الأمريكية، الدكتور محمد البرادعي." وأضاف الظواهري، بحسب ما ورد في رسالته الصوتية: "فإما أن تدفع أمريكا بالبرادعي للحكم عبر الانتخابات على الطريقة الشرقية، كما حدث في باكستان، أو أن تحتفظ به زعيما للمعارضة كشوكة في خاصرة جمال مبارك، حتى يتنافس الاثنان على تقديم الخدمات والولاء إلى قيصر واشنطن." وقال القيادي بتنظيم القاعدة، في رسالته، التي جاءت بعنوان "أمة منتصرة، وصليبية منكسرة"، بمناسبة مرور تسع سنوات على هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001 على الولاياتالمتحدةالأمريكية، إن "تسع سنوات من القتال مع المجاهدين قد أضعفت القوى الغربية." وذكر أن "تجربة تسع سنوات من مواجهة الصليبيين وعملائهم، على امتداد العالم الإسلامي، بل وفي عقر دار الغربيين أنفسِهم، رد عملي على شبهات تيار العجز، ويدل على قوة الأمة المسلمة وعظم الطاقات الكامنة فيها، بل إن كثيراً من الشعوب الإسلامية وقفت موقفاً مضاداً لحكوماتها." يُذكر أن الرجل الثاني في تنظيم القاعدة، وهو مصري، كان قد شن هجوماً سابقاً على البرادعي، في رسالة نشرتها المواقع الإلكترونية أواخر يوليو/ تموز الماضي، قائلاً إن التغيير لن يأتي عبره، كما لن يكون عبر سفن نرسلها لغزة وتعترضها إسرائيل في البحر، داعياً الراغبين بالتغيير إلى إتباع أفكار تنظيمه. وشن الظواهري، في رسالته التي خصصها لرثاء الرجل الثالث بالتنظيم مصطفى أبو اليزيد، هجوماً حاداً على الأنظمة العربية، وخاصة حكومات السعودية مصر واليمن، وضم إليها الحكومة التركية. وقُتل أبو اليزيد، وهو مصري الجنسية، وكان يعتبر الرجل الثالث في القاعدة، وهو المدير المالي للتنظيم وقيادي بارز لعملياتها في أفغانستان، بل وأحد مؤسسي التنظيم، مع عدد من أفراد عائلته، بعدما استهدفت طائرات أمريكية المنزل الذي كان يقيم فيه بتسعة صواريخ.