لا أحد يشك في مقدار حجم الأنفاق من ميزانية الدولة رعاها الله على جميع الوزارات الخدمية وفي طليعتها وزارتي الصحة والتعليم، ولكن المتأمل للواقع على الأرض يجد بالنسبة للمدارس هناك تباين كبير من حيث التوزيع الجغرافي للمدارس في الأحياء وكذلك في المدن وقد تجد عدد كبير من المدارس وبكل المراحل في حي معين ، بينما أحياء أخرى لها سنوات ومع ذلك إما لا يوجد بها مدارس مطلقاً اولا يوجد بها الا مدرسة واحده فقط..! ولا وجود لباقي فئات المدارس للبنين والبنات مما يخلق حالة من الاكتضاض في الأحياء الأخرى المجاورة وهذا الأمر يخلق مشكلة أخرى لعملية القبول في تلك المدارس من حيث الأولوية لأبناء الحي ذاته ،وذلك يجعل هناك اختلاف في منهجية قبول بعض مدراء ومديرات المدارس لأى طالب من حي آخر فقد يحتاج مراسلات وواسطات وكأنه سوف يتم قبوله لمراحل الدراسات العليا. هذا لو تم قبول هذا الطالب أو تلك الطالبة وغالباً أنهم يرفضون ..! وقد تكون الحجة في عدم توفر المواقع الحكومية مع انه يمكن شراء مواقع أو مباني واعاة بنائها. وبالنسبة للصحة فالوضع ليس بأحسن حال فنحن نقرأ بالصحف كثير من المعاناة لمن ينتظرون لأسابيع وربما اشهر لكي يحصلون على موعد لإجراء عملية ناهيك عن توفر الحصول على سرير في المستشفيات التخصصية ومن ثم عملية الإخلاء الطبي التى تأخذ دورة طويلة مع العلم بأن بعض الحالات هي لأمراض خطيرة و مزمنة كالكلى والكبد ..الخ والتوجيهات السامية بهذا الخصوص واضحة وجليه من حيث سرعة استقبال مثل تلك الحالات. و اذا كان السرير المطلوب لكبير في السن فقد لا يكون له الحظ الأوفر من حيث القبول ولا ادري ما السر في ذلك ؟ هل لأنه كبير ويخشى المستشفى أن تحسب عليه حالة وفاة.؟ مع أن الحياة والممات بأمر الله , أم لأنه ليس ذا أولولية ، أوربما الواسطة ، والمرض لا يعرف التفريق بين الناس ، وقد سمعنا وقرأنا عن معاناة أناس يريدون الحصول على سرير ولم يتيسر لهم واضطروا للمستشفيات الخاصة رغم قلة ذات اليد..! أما إذا كانت الحاجة لمواعيد في العيادات الخارجية فهو ليس بأحسن حال لأنه قد تطول مدة الانتظار لوقت أطول حتى يتم الحصول على موعد .. أعتقد أننا لسنا الوحيدين في العالم الذي لديه نمو سكاني كما أنه من المؤكد أن هناك دول غربية متقدمه وكذلك دول شرقية سبقتنا و لديها خطط وبرامج و أنظمة وإجراءات لتسهيل أهم الأمور ذات العلاقة بالإنسان وهما (الصحة والتعليم) ورغم أننا نسمع عن زيارة وفود واستشارات ولكن لا اثر لها بشكل كبير وملموس للمواطن، وحري أن نستفيد من خبراتهم بشكل صحيح . حقيقة لا نعرف ما هي الخطط الاستراتيجية لتلك الوزارات والتي يفترض أنها واضحة المعالم على مدى السنوات القادمة ويجب أن لا تتغير مضامينها وجوهرها والمفترض أن يكون التغيير فيه مرونة في آليات التنفيذ في حالة تغير الوزراء بحكم مقتضى المتغيرات المستجده فقط ، ولكن الواضح من تراكم مشكلات الانتظار في أسرة المستشفيات وتأجيل كثير من العمليات الخطرة فضلاً عن عدم قدرة المستشفيات التخصصية عن استيعاب المرضى الجدد أن هناك مشكلة..! والمواطن ليس له إلا النتائج.. نسأل الله أن يأخذ بيد المسئولين في هذه الوزارات لمعالجة المشكلات بعد تشخيصها ، ولا اعتقد بعد توفيق الله أن هناك شئ صعب على عزيمة الرجال. والله الموفق سليمان المشاري كاتب سعودي [email protected]