مشكلتنا ليست في مسمى الحزام يا معالي الوزير تابعت في الأسابيع الماضية أطروحات ومواضيع صحفية لإعلاميين وتصريحات بعض الرسميين في وزارة الصحة حول موضوع الحزام الصحي.. ولن أخوض في جدلية المسميات بقدر ما سوف أقف وأتناول شيء من شكاوي بعض المواطنين الذين كان لهم الحظوة بمقابلة معالي الوزير لشرح مشكلاتهم في الأسبوع الماضي أثناء زيارته لمستشفيات مكةالمكرمة لمتابعة مرض حمى الضنك وقد نشر ذلك في الصحف. وقد عرض بعض من هؤلاء المواطنين معاناتهم مع المرض سواء بذواتهم الشخصية أو نتيجة للمعاناة التي يلاقونها في المراجعات بسبب مرافقتهم لأبنائهم وبناتهم وذويهم ويتمثل ذلك إما في مشكلة عدم توفر سرير أو تأخر مواعيد العمليات يفترض أن يتم إجرائها لأمراض خطيرة ومتوسطة أو ربما أنها عمليات بسيطة وقد يكون تأخير إجراء هذه العمليات يهدد وينذر بخطر على صحتهم.. وربما شكاوي هؤلاء هي غيض من فيض مما نسمعه من معاناة المواطنين أو مما نقرأه في الصحف ممن لم تتيسر لهم مقابلة المسئولين بسبب مشكلاتهم مع وزارة الصحة وأهمية توفر الرعاية الصحية الكاملة والكريمة و الميسرة على الوجه المطلوب دون تعقيدات ومواعيد طويلة يسأم منها الإنسان الصحيح السليم قبل المريض.. ومع أن الدولة رعاها الله تعتمد لمشاريع وزارة الصحة ميزانيات بالمليارات من الريالات سنويا وهي تعتبر أرقام كبيرة, إلا أننا نلاحظ عدم مواكبة النمو السكاني نحو سرعة تنفيذ وتوزيع المستشفيات جغرافيا في مدن المملكة. وعلى سبيل المثال شمال الرياض تحديدا حتى الآن لا يوجد فيه أي مستشفى حكومي يضمن لقاطني أحياء الشمال رعاية طيبة متكاملة سواء عبر عيادات خارجية أو أسرة للتنويم في حالة الحاجة لذلك عند إجراء العمليات وكذلك في حالات الطوارئ لكي يفك الاختناقات عن باقي المستشفيات الحكومية التابعة لوزارة الصحة و كذلك يخفف من العبء الذي تقوم به أيضا مستشفيات القطاعات الأخرى كمستشفيات وزارة الدفاع والطيران والحرس الوطني وقوى الأمن . لذلك يا معالي الوزير المواطنين لا يهمهم أن يكون المسمى حزام صحي أو غير ذلك.....بل همهم الوحيد أن يجدوا رعاية طبية راقية تتناسب ومكانة بلدهم المتقدمة علميا وتنمويا وماديا و الذي خيراته وبركاته وصلت كل أصقاع الدنيا في كل الأحوال والظروف والأزمات , والدولة رعاها الله لم تألوا جهدا في توفير كل الإمكانات وتسخيرها لهذا القطاع الخدمي الهام أسوة بباقي القطاعات الأخرى . ونحن إن شاء الله نجزم أنك محل ثقة ولاة الأمر في تعيينك في هذا المنصب الغاية في الأهمية لكي تدير دفة الوزارة وتكمل مسيرة النماء فيما يحقق الصحة لأبناء هذا الوطن الغالي حيث أن وزارتكم الموقرة تتعامل مع البشر وصحتهم وهي كما تعلمون الأغلى والأثمن وبها ومن خلالها يكون الاهتمام , وأنتم أقدر الناس على ذلك بحكم كونكم قيادي و طبيب متمرس . وأخيراً إسمح لى أن أسوق بين يدي معاليكم هذا المقترح وهو يتمثل بتكليف فرق عمل من ديوان الوزارة أو من الطواقم الإدارية في المناطق لكي تعمل لكم استبيان هدفه الشفافية لكي يعكس الواقع ويوضح لكم مستوى رضا عملاءكم ( من المرضى) المراجعين للمستشفيات الرئيسية بكل مدينه في عواصم المناطق الإدارية في المملكة أسوة بما وقفتم عليه بمستشفيات مكةالمكرمة ومن خلالها يتبين لكم ما قد يساعدكم في إعادة رسم الخطط وهي مصدر من المصادر ونافذة من نوافذ الاطلاع على احتياجات العملاء وطالبي الخدمة ..وانأ أثق بإذن الله أن الفلاح سيكون حليفكم لأنكم عندئذ لامستم معاناة هؤلاء الناس . والله الموفق سليمان المشاري كاتب سعودي [email protected]