مشدود بالشدة..!! الحصول على تمويل شخصي \"قرض مالي\" عملية سهلة في هذه الأيام ، ولكن الحصول على أكثر من تمويل شخصي في وقت واحد فن لا يجيده سوى المواطن السعودي ، فمنذ بداية تسهيل عملية منح التمويل الشخصي للمواطنين من البنوك العاملة بالمملكة تهافت العديد من المواطنين عليها فنمت أرباح البنوك وجفت جيوب المواطنين وتسارعت جهات تجارية أخرى للدخول في هذا المجال للفوز بحصة من هذه الكعكة الدسمة ، معها تسابق العديد من المواطنين للحصول على مزيد من السيولة خاصة وأن هذه الشركات ليست مرتبطة بالحاسب الآلي الرابط بين البنوك لتحديد نسبة الإقراض من الدخل الشهري للموظف والتي حددت من قبل الجهات الحكومية المعنية بهذا الجانب ، ولا يكتفي هذا المواطن الغلبان في تنفيض جيوبه بل يزيد الطين بلة ويتقدم بطلب بطاقة ائتمان ويذهب لشركات بيع السيارات لشراء سيارة بالتقسيط وبيعها نقداً للحصول على أعلى سيولة ممكنة ، مما يرفع نسبة المديونية لديه وبتالي يعجز معها عن سداد تلك المديونية المتعددة المصادر أو يعجز عن الوفاء بطلبات أسرته الضرورية مما يجعله في حيرة من أمره ويدعو الله تعالي أن يزيد راتبه وهو يعلم أن هذا مستحيل وأن حصل فأن نسبة الزيادة لن تكون سوى بضع ريالات لا تسمن ولا تغني من جوع ، بينما الممكن هو زيادة نسبة الرسوم والعمولة على تلك القروض. مع هذا يصبح ذلك المواطن وما أكثرهم للأسف مشدود للاكتئاب تتقادفه الهموم وتتخبطه الأحزان ، يصبح حزيناً بالليل شارد الذهن في الصباح متخوف من القادم رغم أنه استلم مبالغ كبيرة إلا أنه لا يعرف أين ذهبت وفيما صرفت. عامل التخطيط لدي معظمنا مفقود والتدبير كذلك ، فعدم التخطيط سمة ملتصقة بمعظمنا لا يمكن لشعب أخر مجارتنا فيها أو حتى التفكير في الاقتراب منها طالما نحن موجودين تشدنا إليها بكل قوة أو نحن الذين نشتد لها ، نشابه في ذلك الشدة في تعاملها مع الحرف الذي تقع عليه. المهندس عبدالله العمودي