معالي الرئيس: لقد تعثر مرور حوارك نحن مدينون بالاعتذار لرئيس هيئة الاتصالات الدكتور عبدالرحمن الجعفري، لأن فهمنا كان خاطئا تماما حين ظننا أنه بحواره الطويل مع صحيفة المدينة يوم الاثنين الماضي (22 فبراير) كان حريصا على التواصل مع الجمهور لتوضيح الالتباسات والمعلومات الغائبة عنه وحيثيات بعض القرارات التي تمس فاتورته، لكن الحقيقة أنه وافق على الحوار وحرص عليه لأنه كما قال «وجد ظلما قد وقع على زملائه في الهيئة من الرجال المخلصين للوطن الذين يعملون بصمت ويقال عنهم كلام غير صحيح وغير مسؤول، والواجب يحتم إنصافهم».. ذلك هو السبب والدافع الوحيد للحوار الذي كان ممكنا اختصاره في بضعة سطور، طالما الناس الذين يدفعون الفواتير الباهظة غير معنيين به، وليس من مسؤولية هيئة الاتصالات توضيح الحقائق لهم والإجابة على تساؤلاتهم بحسب رأي معاليه، حين يقول «واجب الهيئة أن تعمل وليس واجبها أن تعلن إعلاميا كل ما تتخذه من قرارات»، ويقول «ليس بالضرورة أن تقوم الهيئة بالإعلان عن قراراتها، لأنها محصورة بين الهيئة والشركات وليس مجالها الصحف ووسائل الإعلام».. حسنا يا معالي الرئيس، طالما لا ترى ضرورة للتعامل مع الإعلام وإعلان قراراتكم في وسائله، فكيف تلوم من يكتب دون معلومة إذا كانت المعلومة غائبة عنه؟؟، وكيف يتفق هذا مع مطالبتكم ب «بناء المجتمع المعرفي الذي يبني الفرد قراره فيه على المعلومة الصحيحة، أو على أقل تقدير على المعلومة القريبة من الصحيحة»، والمعلومة محاطة بالسرية بين هيئتكم وشركات الاتصالات؟؟.. لقد حاول معد الحوار زميلنا الأستاذ فهد الشريف أن يطرح المشاكل التي يعانيها الناس مع شركات الاتصالات بصراحة ووضوح، محاولا الحصول على إجابات صريحة واضحة، لكنه خرج وخرجنا معه من الحوار بخفي حنين.. المعلومة الوحيدة التي لم يتردد الرئيس في الإفصاح عنها هي أن هيئة الاتصالات تمثل المرجعية في كل ما يتعلق بالعلاقة بين المشتركين والشركات. وهذه المعلومة لا تضيف لنا شيئا جديدا، لأننا نعرفها، وما كانت تساؤلاتنا موجهة للهيئة إلا بناء على معرفتنا لها، وأما ما عداها في الحوار الطويل فإنه لم يوضح شيئا، ولا هو أجاب على أي سؤال أو استفسار يتعلق بالمشتركين.. أرجوكم قراءة الحوار كاملا، لمحاولة استشفاف إجابات واضحة مقنعة في ما يتعلق بقضية الساعة، أي إلغاء التجوال المجاني، أو غيرها كمشكلة الفوترة والرسائل الاقتحامية وتسريب معلومات المشتركين وأسعار الخدمات وسوئها في كثير من جوانبها.. وسأقول بكل ثقة لكل من ينوي قراءة الحوار: إذا فهمت شيئا: يبقى قابلني. حمود أبو طالب [email protected] صحيفة عكاظ