جاء يكحلها عماها! حينما سأل أحد الحضور المسئول عظيم الشأن في تلك المنشأة الرائدة في مجالها والعريقة في مكانتها وصاحبة السمعة الواسعة ، عن الطريقة التي يمكن للموظف البسيط أن يسلكها حتى يتمكن من تحسين وضعه الوظيفي والوصول لما يتمناه أي موظف يمتلك قدرات عديدة ومؤهلات جيدة تفوق ما تتطلبه وظيفته الحالية ، جاء رد المسئول بكل ثقة بان السبيل لذلك واضح للجميع ويمكن لمن أراد أن يسلكه بسهولة للوصول إلى هدفه ، مستشهداً بذلك على تجربة أحد الموظفين في ذات المنشاة والذي استطاع بمجهوده الوصول إلى درجة متقدمة خلال عدد من السنوات القليلة بعدما كان موظف متعاقد فقط. الاجتهاد والمثابرة أمر محمود ومطلوب يشجع عليه الجميع ويطالب به كل مسئول من موظفيه ولكن الوصول للدرجات المتقدمة لها قواعد وضوابط حددتها الأنظمة ولا يمكن لأي شخص تجاوزها متى ما كان هناك ضمير حتى لا يظلم الآخرين ، فمتى ما تم تجاوزها بطبيعة الحال فأن هناك طرف أو أكثر ممن يستحقون تلك الدرجة أو الوظيفة التي سوف يتم منحها لذلك الموظف سوف يظلمون. ذلك المسئول المستشهد بوضع ذلك الموظف ينطبق عليه المثل الشهير «جاء يكحلها عماها»، فلقد تناسي أن الحضور مهما كانت درجة ذكائهم محدودة لنا تنطوي عليهم تلك المعلومة كمعلومة صحيحة دون تدخل جراحي بالغ الصعوبة معه يمكن أن يتم ترقيت ذلك موظف في خلال عدد بسيط من السنوات عدد غير قليل من الدرجات الوظيفية ، فليس من المعقول أن يظل عدد من الموظفين لعدة سنوات في ذات الدرجة الوظيفية دون زيادة في الراتب حتى لو كانت زيادة بسيطة ، وهناك من يتم ترقيته سنوياً بل في السنة الواحدة أكثر من مرة خلاف المميزات الوظيفية الأخرى. لو قال أن السبب عدم كفاءة أولئك الموظفين فلماذا لم يتم الاستغناء عنهم إذاً ، فلا يوجد أي مبرر للمسئولين في الإبقاء على موظف لا يخدم المنشاة التي ائتمنهم عليها أصحاب المنشاة ، فعملية منح الترقيات للموظفين غير المستحقين لها أعظم ذنباً من الإبقاء على موظف غير جدير بالمسئولية. مقالي هذا ليس اتهاماً أو تجريحاً بعدم فعالية المسئولين بتلك المنشاة أو غيرها ولا حتى انتقاصاً من الدور الذي يقوم به المسئولين ، بل دعوة واضحة وصريحة إلى المزيد من العدالة والصدق والشفافية في التعامل وإعطاء كل ذي حقاً حقه ، والابتعاد عن المجاملات والمحسوبيات التي تتسبب في تحطيم المواطنين والتقليل من شأنهم على حساب آخرين هم غير مستحقين لما يمنح لهم من مميزات. قال الله تعالي: ((فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا إن في ذلك لآية لقوم يعلمون)) سورة النمل آية 52. المهندس / عبدالله العمودي