البغل صاحب النهيق الجميل لا تضحك .. فانا لست بجاهل إلى هذا القدر ..فلدي العلم بأن البغل هو حيوان مختلف عن الحصان والحمار ، ولكنه هجين من أم فرس وأب حمار ، ولذلك فأن لنهيقه تردد مختلف عن الفرس والحمار، وهو كذلك لا تنطبق عليه صفات الذكورة أو الأنوثة ، وهو عاقر يعيش ويموت دون أن يدري أهو ذكر أم أنثى. عندما ينهق البغل أو الحمار يتعوذ الإنسان من الشيطان الرجيم ، لا لشيء ولكن لن نهيق البغل أو الحمار مزعج لدرجة أن الشخص المجاور له صدفة يتمنى أن الأقدار لم تقده لهذا الموقف المزعج في كل شيء رائحة ومنظر وصوت. ولكن هناك نهيق جميل رغم قباحته التي لا يختلف عليها اثنين ولكن خداع النفس يوجب على المتلقي سماعه وعدم الاعتراض عليه أو حتى أظهار انه غير محبب ، فهو رغم انه مزعج وغير منظم ولا يتصف بأي نوع من أنواع جمال الأصوات ، الأ أن المجموعة المتلقية صامتة مستمعة بكل هدوء ومتابعة لم ينهق به ذلك الكائن الحي الغريب في منظره وحديثه. يستمع له الجميع وكان ما يقوله شيء مفيد وجديد وذا قيمة مضافة لهم بكل ما تحمله الكلمة من معني ، والحقيقة عكس ذلك تماماً فهو ينهق بما يعلم وما لا يعلم يتحدث وكأنه هو الفاهم الوحيد بين مجموعة البشر القابعين أمامه وغيره لا علم له بما يدور حوله ، يتحدث بعنجهية وتعالي وينظر للجميع بعين الدونية التي أن لم يقلها صراحةً فأن تعابير وجهه تنطق بها ، يستخدم يده وعينيه لإيصال ما بداخله من كبرياء وتعالي ، نفوس المستمعين مختلفة حسب المواقف التي سبق لهم مواجهتها مع هذا الكائن الحي المتظاهر بالألفة والمتوحش في الواقع. اعتقد بأن كل موظف يعرف حق المعرفة من أعني بما وصفت ، أنه المدير المتعالي والمتكبر الذي يشكل تواجده في مجتمعاتنا العربية للأسف النسبة الأكبر ، فبمجرد وصول الشخص لمنصب المدير تتغير أخلاقياته ويختلف تعامله وكذلك تصرفاته بنسبة عالية جداً والمحزن أنها تتغير للأسوأ وليس للأفضل ، مع هذه النوعية من المدراء لا مجال للتفاهم ولا للابتكار أو حتى التفاني في حب العمل والعمل كفريق بين مجموعة الموظفين ، حيث أن هاجس كره المدير هو المسيطر على فكر الجميع ، الحضور للعمل يشكل هم والتعامل مع متطلبات العمل اليومية جبال كدر والبقاء في أروقة العمل تشكل كابوس مزعج ، وأعلى مراتب الهم والغم والكدر هي رؤية ذلك المدير وجهاً لوجه. أمنية أن يتغير مدراء قطاعات العمل حكومية أو خاصة بمجتمعاتنا العربية نحو الأفضل ، وأن يكون مثلهم الأول والأعلى هو قائد الأمة رسولنا محمد صلوات الله عليه وسلم ، الذي كان يعامل الصغير والكبير بروح الحب والأخوة والسلام ، فزرع فيهم الثقة والمحبة والتضحية. المهندس/عبدالله العمودي