رمتني بدائها و انسلت ! اطلعت على مقال عجيب للأخت عليا الشهري كان نموذجاً للكتابة غير المتزنة التي تعبر عن نظرة مختلة للأمور ، و استغفال للقارئ ، و استعلاء على المجتمع !! شحن المقال بكتلة من التهم المجردة ، وافتقر إلى الحد الأدنى من أدب التعبير عن الرأي . واستخدمت الكاتبة فيه عبارات لا يليق استخدامها في أي خطاب فضلا عن خطاب موجه لعلماء و دعاة من وزن أئمة الحرمين الشريفين الذين تطاولت الكاتبة عليهم ولمزتهم في تطبيقهم سنة من سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم التي أمر بها في أكثر من حديث حين نعتتهم ب\"أصحاب اللحى الغزيرة .. في الحرمين و المساجد المنتشرة هنا و هناك \"!! العجيب أن الكاتبة في خطابها تجاههم لم تكن تبدي رأيها بقدر ما كانت تملي عليهم ما يجب أن يفعلوه لإثبات صدق \"مزاعمهم \" تجاه المرأة !! و إلا فلن يحصلوا على شهادة حسن سيرة و سلوك من طرفها !! المقال كان فجاً في طرحه و في أسلوبه ، و اقتصر على القذف بالتهم و الافتراءات و تقديمها على أنها حقائق مسلمة . و كانت الروح العدائية فيه واضحة ضد العلماء و الدعاة ، و هيئة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ، بل و المجتمع ككل ، فالعلماء عند الكاتبة يشنون حملة ضد المرأة و يجندون المجتمع لإرهابها . و الهيئة تعادي المرأة و تخنقها و تقتلها . و المجتمع نفسه مريض ، دموي ، يصفق للحماقات ، و غاية ما يصبو إليه الحفاظ على ..... النساء و لن أنقل الكلمة التي كتبتها الكاتبة احتراماً للقارئ . بل لم يسلم الدين الإسلامي من شطحات الكاتبة حين وصفت اعتقاد المسلمين بأن الإسلام هو أفضل دين ، و أنه ناسخ لغيره من الأديان بأنه\" مزاعم\" في معرض احتجاجها على القائلين بذلك بما تراه مشككاً في هذا الزعم حسب رؤيتها . ثم تخلص في النهاية إلى تحميل هيئة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر وزر جريمة لم ترتكبها بدون أن تذكر دليلا على كلامها سوى القصف بالتهم . مع أنا لو أردنا التعامل بنفس منطقها لقلنا إن المسؤول عن كل جريمة أخلاقية هو تلك القنوات الفضائية الماجنة التي تروج لثقافة الانحلال و العلاقات المحرمة و تجد من يدافع عنها و عن خطها المنحرف في وسائل الإعلام . تلك البرامج الوقحة (بالخط العريض) التي تعلم الشاب كيف يعاكس الفتيات و كيف يصطادهن و يذهب بهن إلى شقته . تلك الصحيفة التي تعلم الفتيات كيف يذهبن للأسواق و يبحثن عن من يعاكسهن . ذلك الكاتب الذي يقول بعد أن دعا الشباب صراحة إلى معاكسة الفتيات : \" كلما رأيت شابا يدخن أو مستغرقاً في الغزل تفاءلت بالمستقبل وحمدت الله أن مجونه عابر ، وأن طاقته لم تمتصها جماعة متطرفة\" . كل كاتبة تدعو إلى الاختلاط ، و تشجع على التعارف بين الجنسين قبل أن يكون بينهما أي رابط شرعي وتدعو إلى تجاوز أحكام الدين تحت شعارات هي أول من يعلم كذبها . هؤلاء هم أحد أهم أسباب انتشار التجاوزات و الجرائم الأخلاقية و ما يتبعها بعد ذلك من جرائم ، و المثير للدهشة أنهم مع كل ما يفعلون يحاولون إلقاء التبعة على غيرهم عندما يحدث ما لا تحمد عقباه ، فيصدق فيهم المثل المصري المشهور : ( يقتل القتيل و يمشي في جنازته ) . عبد اللطيف بن بريك الثبيتي [email protected]