السينما و البلوتوث أُسدِل الستار على فعاليات المهرجان الثالث للسينما في دورته الثالثة وهي تحمل بين جنبتها الأمل والتفاؤل ممن يسوقون لثقافة العُري بتاريخ سينمائي نسج أول خطوط الغزو المستهدف لشرائح المجتمع وليجعل منه لقمةً سائغةً في فم الاستهداف اللأخلاقي الذي نتعرض له. المهرجان الذي بدأ دون أي إعلانات مسبقة واجهه الغيورون من أبناء المجتمع بنوعٍ من الصلابة وواجهته لجان المهرجان بشيء من الخوف والقلق فالخوف الذي كان يحيط بهم لم ينقذهم للترويج وعمل الدعايات اللازمة فالرهبة من تلك الفئة الشريفة كان عقبةً تقف في وجهة انطلاقتهم. هناك بين ردهات المهرجان في صالة العرض التي فٌصل الرجال عن النساء بطريقة اللجنة المحترمة لدرجة أنها لم تتجاوز سطرين من الكراسي مما بين الرجال والنساء مما دعى الكثيرين (للبلتثة) لتتحول دار العرض المشؤومة إلى مركز تجاري يتبادل فيه المراهقين رسائل الجوال عبر التكنولوجيا الحديثة ولسان حالهم يقول أرحتونا من هم التسكع في الشوارع (والترقيم على ودانه ). المهرجان حمل الكثير من وجهات النظر بين مؤيد ومناهض فمنهم من رأى فيه إبرازاً لحقوق المرأة المسلوبة ولكن بطرق عصرية وحديثة وأن ما يقدمه المهرجان من حيث المحتوى لا يتجاوز الخطوط الحمراء فهي نقل للثقافة التي نعيشها وكأنهم يُسكِنون ثورة المجتمع حتى يتسنى لفكرهم الإنتشار وبُبث سمهم دون تعقيدات ومقاومة والبعض الأخر وجد فيه بداية لانفتاح سينمائي وحلم انتظروه طويلاً. أما الغيورون فلم يكن لهم مقعد بين الحضور بل غاب حتى الرأي الأخر الذي ينتقد الوضع برمته. إن المجتمع في وجه مدفع التعري والغزو الفكري المقنن الذي يتغلغل في أعماقه رويداً.. رويداً دون أن نشعر بتلك الطلقة التي ستقضي على بقايا الشرف والعفة فالقنوات الفضائية تشن حربها عبر المسلسلات التركية والمجتمع لا يزال يغط في سباتٍ عميق. السينما في واقع أمرها هي ثقافة تعري وتجاوز للخطوط الحمراء مهما حاول الأغبياء تغيير خط هذا المفهم. هي دعوة أخرى من دعوات التحلل بل الانغماس في الرذيلة دون أن يسمي علينا أحد وأكل الزبيب حبه... حبه. ختاماً لا فرق بين ثقافة السينما والبلوتوث في مجتمع أصبح مستهدفاً لإذابة جليد عاداته وتقاليده وقبل ذلك هدم لأركان دينه حينها ( مش حتقد تغمض عينيك). بقلم : عادل المالكي [email protected]