حظي مهرجان السينما المتنقلة الذي أقيم في الديوانية قبل أيام بإقبال كبير من هواة الأفلام والمختصين في مجال السينما في شكل لافت للانتباه في تلك المدينة العراقية الجنوبية البسيطة. فحالة الاستقرار النسبي التي تشهدها المدينة أدّت إلى إقبال السكان على الأنشطة الترفيهية مثل العروض السينمائية التي كانت قد توقفت منذ ما قبل الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة عام 2003. وقدمت جميع العروض التي تضمنها المهرجان على شاشة كبيرة تملأ بالهواء ويجلس المشاهدون على مقاعد من البلاستيك في الهواء الطلق. رئيس المهرجان عطية الدراجي قال إن فكرة المهرجان تشمل معظم المحافظات حيث يتم عرض أربعة أفلام في مناطق مختلفة من كل محافظة، مشيراً الى أن «المهرجان يهدف إلى إرجاع العائلة إلى دور العرض ومشاهدة الأفلام السينمائية الهادفة لبث روح التسامح والثقافة العامة». وتابع الدراجي أن «العلاقة بين العائلة والسينما انقطعت بعد عام 1991 بسبب انتشار الأفلام السيئة والرديئة، كما أن دور العرض السينمائي اختفت في شكل كامل من العراق بعد عام 2003». وذكرت صباح المعمار إحدى المشاهدات اللواتي حضرن العرض أن العائلة العراقية تفتقد هذا النوع من العروض لأفلام عراقية جيدة تبث روح التلاحم والثقافة وتروي ما تعرّض له الشعب من محن، داعية إلى اختيار مكان العروض في شكل دقيق ليستطيع أكبر عدد من الجمهور مشاهدة الأفلام. وقال رحيم محمد أحد المشاهدين الذين حضروا العروض إن المهرجان أرجعه الى أيام الثمانينات حين كان الدخول إلى صالات السينما أحد طقوس العائلة العراقية في نهاية الأسبوع. وأكد المنسق الإعلامي للمهرجان حسام الشرع أن أهداف المشروع تتضمن دفع القائمين على قطاع الفن والثقافة والسينما إلى الالتفات للبنى التحتية للثقافة وإعادة بنائها وترميمها وتأهيل دور العرض في عموم العراق للنهوض بالمستوى الثقافي السينمائي العراقي «بما يتلاءم مع مفاهيم الديموقراطية وحرية التعبير عن الرأي»، مؤكداً أن الموازنة الكبيرة التي يتطلبها تعد «من أبرز العوائق التي تواجه استمرار المشروع». وعادت الحياة الفنية إلى الازدهار مجدداً في الديوانية بعد استتاب الأمن فيها ومع تزايد رغبة المواطن هناك بممارسة نشاطاته الحياتية في شكل طبيعي من دون تقييد أو منع من المليشيات المسلحة الخارجة عن القانون، والتي فرضت سيطرتها على المدينة طوال الأعوام الماضية كما فرضت نمطاً خاصاً من السلوك على السكان. واعتبر الناشط في حقوق الإنسان سليم المرمضي أن إقبال النساء على مشاهدة العروض المسرحية يعد حالة صحية تدل على تعافي المجتمع الديواني. مشيراً إلى أن المرأة في مدينة الديوانية لا زالت تعاني من بعض العادات الاجتماعية التي لا تتيح لها ممارسة حريتها ضمن خطوط الآداب العامة. واعتبر أن إقبال المرأة الديوانية على المسارح وإن كان بعدد قليل يمثل حالة صحية وهناك توقعات شبه مؤكدة بازدياد أعدادهن مع مرور الوقت. وكانت العروض السينمائية قبل الغزو من وسائل الترفيه التي تحظى بإقبال من العائلات العراقية، في المدينة وكان معظم الأفلام الذي يعرض من إنتاج هوليوود. وكانت قد شهدت خشبة المسرح داخل قاعة الحرية في البيت الثقافي في القادسية عرضاً مسرحياً بعنوان «مليونير ولكن» للفرقة الوطنية للتمثيل في الديوانية، وهي من تأليف حسين العراقي وإخراجه وتمثيل عدد من فناني محافظتي القادسية وبغداد، حيث شارك في التمثيل حيدر منعثر وحيدر إبراهيم وأسماء صفاء وعبدالستار الربيعي وآخرون. يذكر أن الديوانية، كانت تضم أربع دور للعرض السينمائي حتى عام 2003، بعده أغلقت لتتحول إلى مخازن ومعامل.