بناتي والصيف!! *((أغلب النص كتب باللهجة العامية..)) وضع يده على كتفي فالتفت إليه - أوه .. أهلا أبو إيمان - السلام عليكم .. كيفك إبراهيم - عليكم السلام ورحمة الله .. الحمد لله .. تفضل تفضل - لا .. أنت تعال معي - وين؟ - اليوم إيمان عازمتك على عشاء من صنايع أيديها على كيف كيفك - ما شاء الله .. الصغيرة تطبخ - ست بيت .. هههههههه - الله يحفظها لك يا رب ويحفظ خواتها .. في هذه الحالة لا أستطيع أن أمانع التفت إلى مسعود - مسعود انتبه إلى القهوة .. لن أعود الليلة .. عندما تنتهي اقفل القهوة جمعت أوراقي وحملت حقيبتي ثم ابتسمت - أنا جاهز خرجنا من المقهى واقتربنا من سيارته فأمسكت بالباب الجانبي وبدأت بهزه بينما كان هو يحاول فتحه من الداخل - هزه أقوى - أنا أهز أنا أهز - فتح .. تفضل .. حياك - الله يحيك .. هل ما زالت هذه القطعة الأثرية على قيد الحياة - هههههه .. خلها على ربك يا رجال - ......... فتحت النافذة لعلمي بعدم وجود مكيف في السيارة ثم التفت إليه - أبو إيمان - نعم - ألم تتزوج بعد؟ - وهل يوجد مثل أم إيمان؟ - رحمها الله .. لكن .. قاطعني - ثم البنات.. - ... - ...... عندما يكبرن .. ربما .. ثم أطلق زفره - الله كريم - ...... لحظات من الصمت بددها بقوله - تذكرت .. الم ترى شهادات البنات؟ - لا - نجحن بتفوق يا رجل - صحيح؟ - نعم التفت إلى المرتبة الخلفية واخذ ملف وناولنيه فأخذت بتصفح الشهادات - ما شاء الله .. لم لم تقل من البداية هل تريد أن تحرجني مع سرسوره - ههههه .. ستغتالك إن لم تجلب لها هديه - هذا أمر لا مفر منه .. عرج على محل الهدايا ودعني اشتري سلامتي - هههه دقائق وكانت السيارة محمله بالدببة والعرائس والألعاب البناتيه - ما كان فيه داعي لكل هذا - يا رجل البنات متفوقات ويستاهلن أكثر - صحيح ... - اممممم .. أليست شقتك في هذا الاتجاه؟ - لا .. انتقلت بعد أن رفع صاحب البيت الإيجار - ..... الله المستعان دقائق أخرى كانت كفيله بوصلونا إلى شقته ثم نزلنا وبدأ في تحميلي بالألعاب - هل أنت متأكد انك تستطيع حملها كلها؟ - حط حط يا رجال .. خلنا نتوجه عند البنات .. - ههههه فتح الباب وتبعته حتى وصلنا إلى غرفة المجلس حيث كُن بناته يجلسن وهن يتابعن التلفاز فناداهن - بنات بنات .. تعالن .. فيه مفاجأه فالتفتن إليه ثم إلى جبل الهدايا المتحرك بجانه وساد الصمت على المكان .. فقام بإزالة دب الباندا الذي يغطي وجهي فصرخن - عمو هييييييييييييييييييم!!! وفي أجزاء من الثانية كنت قد سقطت على ظهري وكانت الهدايا قد اقتسمت بشكل عشوائي - بنات بنات ناداهن والدهن - الم تنسين شيئا؟ فصرخن مجددا - شكرا عمو هيم فجلست القرفصاء وعلت وجهي ابتسامه رضا وأنا أهز رأسي بالإيماء لهن بينما جلس هو بجانبي ووجهه يضيء من الفرحة ثم همس في أذني - هن كنزي - الله يحفظهن لك يارب عندها قفزت أصغرهن وكأنها تذكرت شيئا - بابا!! بابا!! - ايش؟ ايش؟ يا بسبوسه - هههههه ثم أخذت جهاز الريموت كونترول وأخذت تبدل في القنوات - بابا فيه قناة جديدة .. فيه قناة جديدة وبدأت تنتقل من قناة المجد للأطفال الأولى والثانية مرورا بالتفاعلية وقناة الألعاب والوثائقية ثم توقفت أخيرا عند قناة المجد الصيفية - شوف بابا قناة جديدة .. قناة جديدة فأخذت الريموت منها أختها التي تكبرها وقالت لها - هذي مش جديدة يا غبية هذي تطلع كل صيف - انا مو غبية .. يا .. يا ... يا غبية!! بدأت الفتاتان في تبادل النظرات الحادة والخناجر تتطاير من عينيهما .. لتقطع هذه الحال انشوده شدت انتباههن ومقاطع لأطفال يلعبون ويستمتعون في المصايف المختلفة .. فتلألأت عيناهما من تأثير هذه المناظر .. وفور انتهاء المشاهد وقمن بالقفز حول والدهن - بابا نبي نروح نصيف - ايوه بابا نبي نروح لأبها - لا الطايف - لا لا نبي نروح الشرقيه أخذ وجه والدهن يسود .. بينما امسك بيدي بنته الصغرى التي كانت تصفق وتقفز من الحماس وبدا في مخاطبتهن - بناتي انتن ذكيات صح؟ أومأن برؤوسهن - وتفهمن؟ أومأن برؤوسهن مره أخرى - السفر والتصييف يحتاج إلى فلوس كثير .. مصايفنا صارت أغلى من مصايف أوربا!! .. والاستغلال منتشر بشكل رهيب .. ولو قدروا يبيعوا الهوا كانوا باعوه .. نظراتهن مازالت مركزه عليه وهن ينصتن باهتمام - إحنا عائله من الطبقة المتوسطة سابقا لما كان الريال يتكلم .. الآن إحنا عائله من الطبقة العايشه على قدها .. الراتب يادوب يكفي أكل وشرب ومواصلات وأجار وفواتير وملابس ومدارس ومستوصفان خاصة!! .. ومع مرور الوقت مصاريفنا تزداد وحالنا تصعب أكثر .. أسعار كل شيء تتكاثر بالانقسام وتتدبل والراتب يتكاثر بالتبرعُم .. كل سنه يطلع فيه بُرعم صغير في الجنب لا يسمن ولا يغني من جوع .. ضحكت الصغرى - بُرعم بُرعم فداست الكبرى على رجلها - اششششش - أي! .. طيب طيب فأكمل والدهن - الصيف يا بنات مو لنا .. الصيف للي يقدر على لقمة يومه وبكره ويبقى معاه زياده .. حنا لنا إنا نتفرج عليهم في التلفزيون .. أنزلت بنته الكبرى والوسطى رأسيهما في تعبير عن خيبة أمل كبيرة بنما بدأت الصغرى بالقفز - يعني بكره لما نقدر راح نروح نصيف؟ اكتمل اصطباغ وجهه بالسواد حين لم يجد ما يجيب به .. فبادرت بالقول - لا .. اليوم .. راح نروح نصيف التفت الفتيات إلي بدهشة كبيره فأكملت - راح ناخذ معنا عشاء إيمان ونطلع البر .. نسوي مخيم .. ونولع نار كبيره .. ونجلس نلعب ونسوي مسابقات .. وأمسكت بدب مرمي على الأرض مع دمية وقلت - وراح احكي لكن حكاية دبدوب المجنون والأميرة الجميلة اتسعت عيون البنات وكأنهن لا يصدقن ما يسمعن فبادرتهن - هيا هيا تجهزن بسرعة حتى لا يضيع علينا الوقت فبدأن بالركض في كل الاتجاهات والصغرى تصرخ - وين شرابتي .. وين شرابتي؟!! تهالك صاحبي جالسا على الأرض ووضع جبهته على ساعديه فجلست بجانبه فقال بصوت متحشرج - الحياة صعبه.. - تهون يا رجال تهون.. - والله ما يهمني نفسي وايش ينقصني يا ابراهيم .. انا ما تزوجت علشانهن .. لكن .. وش ذنبهن؟!! - ..... - وش ذنبهن .. يشوفن ولا يحصل لهن ... وش ذنبهن؟!! وضعت يدي على كتفه وهمست - لهن الله .. الله رازق كريم .. كتبها إبراهيم الصقر .. روائي وكاتب اجتماعي .. www.alsager.ws