عقد الأمين العام للهيئة العالمية للإعجاز العلمي التابعة لرابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز المصلح أمس بالعاصمة التركية اسطنبول مؤتمراً صحفياً على هامش المؤتمر العالمي العاشر للإعجاز العلمي الذي ستدشن فعالياته يوم غد الجمعة بتنظيم من الهيئة بالتعاون مع مركز البحوث الإسلامية ( اسام – isam) التابع لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف في تركيا . وتطرق الدكتور عبدالله المصلح خلال المؤتمر للرؤى العلمية التي من المقرر أن يعرضها العلماء المتخصصون في العلوم التجريبية المختلفة عن الصلة الوثيقة بين العلم والإيمان , وأهداف الهيئة العالمية للإعجاز العلمي ومناشطها ومؤتمراتها والنتائج المرتقبة للمؤتمر . وعبر عن شكره وتقديره للحكومة التركية ممثلة بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف ومركز البحوث الإسلامية على التعاون مع الهيئة في تنظيم هذا المؤتمر، منوهاً بدعم حكومة خادم الحرمين الشريفين لمناشط الإعجاز العلمي ومساندة الهيئة مبرزاً تعاون الجامعات والمؤسسات الثقافية ومراكز البحث العلمي في المملكة مع الهيئة ولجانها العلمية. وقال الدكتور المصلح (إن الدعوة الإسلامية في العالم تعتمد على الحوار مع الآخر، وإن هيئة الإعجاز العلمي تنهج في خطابها للآخر، وفي لقاءاتها مع غير المسلمين منهجاً حوارياً يعزز العلاقة الإنسانية بين الأطراف المتحاورة ويفسح المجال للرأي الآخر في إطار من احترام الشخصية الإنسانية ، وقد لمس العلماء من غير المسلمين الذين شاركوا في منتديات الهيئة ومؤتمراتها العالمية ولقاءاتها طيلة ربع قرن من الزمان مرونة الحوار ، وسهولة عرض الأفكار ومناقشتها للوصول إلى الحقائق الإيمانية التي نزلت بها الرسالات السماوية وآخرها رسالة الإسلام). وبين أن الهيئة تنطلق في أعمالها وبرامجها من رؤية تهدف إلى الوصول بالعالم إلى فهم صحيح وواضح لما في القرآن الكريم والسنة المطهرة من إعجاز علمي يثبت صحة رسالة الإسلام ، وحاجة العالم لرسالته لحل مشكلاته. وأشار إلى أن الهيئة اختارت للمؤتمر العالمي العاشر بحوثاً علمية يناقشها المشاركون من خلال أربعة محاور هي الطب وعلوم الحياة والأرض وعلوم البحارو الفلك وعلوم الفضاء والعلوم الإنسانية والحكم التشريعية . وأوضح الأمين العام للهيئة العالمية للإعجاز العلمي التابعة لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله المصلح أن الهيئة تسعى من عقد هذا المؤتمر لمواصلة تحقيق أهدافها التي برزت جلية في تسع مؤتمرات سابقة ، والتي تتلخص في الكشف عن دقائق معاني الآيات في كتاب الله والأحاديث النبوية المتعلقة بالعلوم الكونية , وربط العلوم الكونية بالحقائق الإيمانية، وإدخال مضامين الأبحاث في مناهج التعليم في شتى مؤسساته ومراحله. والمساهمة في إعداد علماء وباحثين لدراسة المسائل العلمية والحقائق الكونية في ضوء ما ثبت في القرآن والسنة وتوجيه برامج الإعجاز العلمي لتصبح وسيلة من وسائل الدعوة وتنسيق الجهود المبذولة في مجال الإعجاز العلمي مع المؤسسات ذات الاختصاص . وأضاف لقد قطعت الهيئة العالمية للإعجاز العلمي أشواطاً مشهودة في تحقيق هذه الأهداف من خلال مناشطها المتعددة في التأليف والنشر والبث الإعلامي وعقد الندوات والمؤتمرات ، حيث عقدت في عدد من العواصم العالمية تسعة مؤتمرات ابتداء من عام 1406ه/ 1985م , وقد حققت الهيئة من خلال هذه المؤتمرات ومن مناشطها العلمية الأخرى إنجازات كبيرة ، وأصبحت بحوثها ودراساتها موضع اهتمام المؤسسات الأكاديمية والعلمية في كل أنحاء العالم لمعرفة موقف الإسلام من العلم ومعرفة الحقائق والإشارات العلمية التي سبق القرآن الكريم والسنة الى تناولها في مجالات الحياة المتعددة . وأكد أن كثيراً من علماء الغرب والشرق والمفكرين في العالم تفاعلوا مع مناشط الهيئة، وعبروا عن قناعتهم بمنهجهها، بل إن العديد منهم أعلن دخوله في الإسلام تأثراً بالبحوث العلمية التي اطلعوا عليها في مؤتمراتها العالمية والمناشط العلمية الأخرى للهيئة. وأعرب عن الأمل في أن يحقق المؤتمر العالمي العاشر للإعجاز أهدافه من خلال الحوار العلمي مع العلماء والباحثين والمفكرين المشاركين فيه من مختلف الأديان والثقافات، حيث سيناقش هؤلاء ما يربو على ستين بحثاً تمت إجازتها واعتمادها من اللجان المتخصصة. وذكر الدكتور المصلح بأن الهيئة العالمية للإعجاز العلمي هي إحدى أبرز هيئات رابطة العالم الإسلامي، وقد تأسست بقرار من المجلس الأعلى العالمي للمساجد في الرابطة عام 1404ه ، وتتخذ الهيئة وسائلها بما يتفق مع إحكام الشريعة الإسلامية، وهي لا تألو جهداً في تنسيق جهود الباحثين العاملين في مجالات الإعجاز منذ قيامها . وأكد على أهمية مشاركة مختلف وسائل الإعلام المحلية والعالمية في تعزيز مفهوم الصلة بين العلم والإيمان في قناعات الناس من مختلف الأديان والثقافات،مبدياً استعداد الهيئة في الاستمرار والتواصل مع وسائل الإعلام ، والتعاون مع ممثليها في نشر ثقافة الإعجاز العلمي في كافة المجتمعات الإنسانية.