عندما تعانق القلم بعد طول غياب ؛ تجده يخط ما بداخله بشغف وتعلق ؛ وتجد الأفكار تتزاحم على مشارف السطور , جميعا تريد أن تلقي بما في جعبتها من أمور, فما أجمل أن تملك القدرة على البوح الحر بكل صدق وطلاقة وبلاغة وقوة تعبير وروعة في توصيل المطلوب. أن تملك قلبا حيا وضميرا راقيا يحثك على فعل كل ما هو مقبول ؛ فتلك ميزة أودعها الله فيك فحاول أن تحافظ عليها وأن تجد في السير نحو تنميتها حتى تكون حاكما ومدافعا وشاهدا لك في الدارين. كذا الحال إن وهبك الله قلماً يكتب بلسان صادق فينصح ويوجه ويؤثر ويقود ويباري ويفوز فتلك هبة الباري لمن اصطفاهم من خلقه واختصهم بخصوصية التأثير والتوجيه. أن تشعر بالأمن في بلدك , والشوق له عندما تبتعد , واللهفة عليه عندما تقترب , والطمأنينة عندما تقضي عمرك بين أحضانها وعلى ثراه, فهذا يعني أنك تحظى ببلد آمن يحسدك عليه الكثير , فسر نحو رقيه والحفاظ على تقدم مسيرته. أن تحظى بأناس يحيطونك بحب وود أينما حللت وذهبت ؛ يتواصلون معك فيفرحون لفرحك ويحزنون لحزنك ولا يبخلون عليك بالنصح والمشورة , فتجدهم يثنون عليك ويقومون أخطاءك ويوجهونك بحب نحو ما في الخير والصالح لدينك ودنياك ومعيشتك , فاعلم جيدا أن مثلهم يهبهم الله لعباده الصالحين فيعاضدونهم ويؤازرونهم ويستعينون بهم على نوائب الدهر , مثلهم نعمة وليس للنعم غير الشكر الجزيل والعرفان. أن تسعى جاهدا لتصل إلى ما تريد , فينتابك التعب من الحاضر , والخوف والوجل من المستقبل , وتشعر أن ما فعلت هو قليل جدا مقارنة بما تطمح إليه , فاعلم انك تملك نفسا طموحة وروحاً لا تعرف الانهزام , وأنك لابد ان تصل في يوم من الأيام. أن تتطلع إلى حياة راقية , تسودها الحرية , ويرسم معالمها الأمن والأمان , ويوطد أركانها شريعة الإسلام , يتعامل أفرادها بهدي القرآن , ويسلكون في معاملاتهم مسالك نبي الرحمن , يقودها ملك همام , يصبو إلى الرفعة والرقي على الدوام فاعلم أنك في مملكة السلام مملكتنا السعودية الغالية. اليوم وبعد غياب أسابيع معدودات أشكر كل من واصلني وراسلني وسأل عني , وأبارك لكل الشعب رجعة مليكنا الغالي سالما غانما. وأجدد العهد بأن أبقى على الوعد لنلتقي ونرتقي على الدوام.