في ظل وجود ليونيل ميسي الذي لا يقهر ضمن صفوفه لا يبدو برشلونة بحاجة ملحة الى اي مساندة معنوية في ظل استعداد الفريق القطالوني لاستئناف مشواره في المنافسة على لقب دوري ابطال اوروبا لكرة القدم امام ارسنال يوم غد الاربعاء. وفقد ثمانية من لاعبي برشلونة فرصة حضور قداس للبابا بنديكت السادس عشر يوم الجمعة الماضي بعد ان تم الغاء زيارة كانت مقررة لمنتخب اسبانيا بطل العالم الى الفاتيكان في اللحظات الاخيرة. ويمكن للاعبي برشلونة ان يقنعوا انفسهم بحقيقة ان الموهبة الفطرية لميسي تواصل التدفق بلا حدود في ظل محاولة الفريق لتعديل صورته عقب خروجه من الدور قبل النهائي للبطولة الموسم الماضي على يد انترناسيونالي الايطالي الذي كان يدربه البرتغالي جوزيه مورينيو. وربما يعتقد برشلونة ان هذا هو العام المناسب له لنيل كأس اوروبا للمرة الثالثة فقط عقب تحقيقه لرقم قياسي في عدد الانتصارات المتتالية في دوري الدرجة الاولى الاسباني برصيد 16 انتصارا بشكل مثير. ومع لقاء انترناسيونالي حامل اللقب مع بايرن ميونيخ الالماني الذي بلغ نهائي الموسم الماضي فان فريقين كبيرين على الاقل يجب ان يخرجا في المراحل المبكرة نسبيا من اكثر بطولات العالم مكانة على مستوى الاندية. وصعدت فرق مانشستر يونايتد وريال مدريد وتشيلسي وميلانو وتوتنهام هوتسبير الى دور الستة عشر مستمتعين بفرصهم في ظل انفتاح البطولة على كافة الاحتمالات ووصولها الى مرحلة من الاثارة لم يسبق لها مثيل. وسيشهد استاد الامارات كافة مقومات الاثارة والمتعة في عالم كرة القدم عندما يحاول ارسنال تحجيم قوة برشلونة يوم غد الاربعاء عقب خسارة الفريق اللندني 6-3 في مجموع المباراتين امام الفريق الذي يدربه بيب جوارديولا في دور الثمانية العام الماضي. وانتهت مباراة الذهاب وقتها بالتعادل 2-2 قبل ان تكشف عبقرية ميسي عن ذاتها في مباراة الاياب على استاد نو كامب حيث سجل اللاعب الارجنتيني الاهداف الاربعة في مباراة مثيرة انتهت بفوز الفريق القطالوني 4-1. وتغلب برشلونة على ارسنال ليفوز بدوري ابطال اوروبا 2006 وبدا انه في طريقه لتكرار هذا النجاح الموسم الماضي قبل ان يخسر امام انترناسيونالي الذي اكمل المشوار ليفوز على غريمه بايرن ميونيخ الذي بلغ دور الستة عشر هذا الموسم 2-صفر في مدريد حيث سجل دييجو ميليتو الهدفين. ومع ذلك سيبتعد اللاعب الارجنتيني عن مباراة الذهاب بسبب شد في الفخذ تعرض له في المباراة التي فاز فيها على روما 5-3 يوم الاحد الماضي كما ستثور حوله الشكوك في مباراة الاياب. واظهر بايرن ثانية انه قوة يحسب لها الف حساب في دوري ابطال اوروبا على الرغم من مستواه المتباين في الدوري الالماني. وتصدر الفريق البافاري مجموعته في دوري ابطال اوروبا وقدم افضل بداية له بتحقيق اربعة انتصارات في نفس العدد من المباريات ليضمن صدارة المجموعة الخامسة قبل مباراتين على النهاية. وانهى الفريق مجموعته بعد ان حصد 15 نقطة وهو رقم قياسي بالنسبة لفريق الماني مسجلا 16 هدفا وهو رقم قياسي آخر على صعيد الفرق الالمانية. ومنذ العطلة الشتوية وانتقال القائد مارك فان بومل الى ميلانو فشل الفريق في ترك بصمته في الدوري الالماني في ظل معاناة اللاعب الوحيد الذي ضمه خلال فترة الانتقالات الشتوية وهو البرازيلي لويس جوستافو من اجل التأقلم. وجاء نجاح انترناسيونالي تحت قيادة مورينيو الذي انتقل لتدريب ريال مدريد الذي سيواجه اولمبيك ليون في مباراة الذهاب في الثاني والعشرين من فبراير شباط الجاري. ويتطلع مورينيو الى ان يكون اول مدرب ينال اللقب مع ثلاثة اندية وسيسعى بكل قوة لضمان تجنب ريال لنفس مصير الموسم الماضي عندما فاز ليون على الفريق الاسباني في نفس المرحلة. ويمكن لريال الذي يعد وبشكل رسمي اغنى نادي في اوروبا للموسم السادس على التوالي ان ينفق وبنفس راضية مبلغ 359 مليون جنيه استرليني (576.1 مليون دولار) التي جمعها العام الماضي من اجل نيل اللقب الاوروبي ثانية وهو شيء لم يقم به الفريق منذ تحقيقه الرقم القياسي بنيل اللقب التاسع للبطولة عام 2002. وسيدخل الفريق الاسباني الى معترك البطولة من جديد في الثاني والعشرين من فبراير الجاري وهو نفس اليوم الذي سيشهد ملاقاة تشليسي لمضيفه كوبنهاجن. وستبدأ المنافسات من جديد اليوم الثلاثاء عندما يستضيف ميلانو فريق توتنهام على استاد سان سيرو فيما يواجه بلنسية فريق شالكه. وسيكمل مانشستر يونايتد اضلاع مربع الاندية الانجليزية التي لا تزال مشاركة في البطولة ومن المتوقع ان يبدو في غاية القوة امام اولمبيك مرسيليا عندما يستأنف الفريق مشواره في البطولة في الثالث والعشرين من فبراير.