ساء المسيخُ بزيفٍ إنه الكذبُ يا من يجرعنا غدراً ويحتجبُ أقصى مراحلنا الترحالُ نذرعه أرضٌ تطيب وأرضُ مسَّها عطبُ أودى بها النوءُ وانهارت معالمها وغاضت الأرضُ لا ماءٌ ولا حبَبُ أقصوصةٌ عن بلادي كيف أنكرها من عهدِ (جرهم) ترويها لنا الحقبُ حتى قضى اللهُ بالإسلامِ مجتمعاً فيهِ الخليلُ وإسماعيلُ والعربُ وأشرقَ الكونُ بالمحمودِ سيرتهُ نبينا المصطفى والنورُ يصطحبُ عزيزةٌ أنتِ يا أرضي وقد شرفت بك المدائنُ لا عاثتْ بك النُّوَبُ حبيبتي قبلة الإسلام قاطبةً وطائفٌ في رحابِ البيتِ يقتربُ نورٌ من البيت يحيا في ضمائرنا وموئلٌ تهتدي من هديه النجبُ أمُّ القرى موطنُ الأجدادِ من قدمٍ وليسَ يعدلها الألماسُ والذهبُ لكنَّ فيها رياحَ الخُلفِ ما هدأت وأهلُها في صحاري التيهِ تصطخبُ بعضٌ لبعضٍ عدوٌّ يبتني أملاً على نقائضِ فكرٍ شفَّهُ الوصبُ بعضٌ لبعضٍ حبيبٌ عند حاجتهم والشكرُ رمَّلَهُ النكرانُ والغَلَبُ عافت طيورُ الربى أوكارها زمناً واستبدلتها وجوهاً وهْي تغتربُ منها اللئيمُ الذي أضحى يؤثِّمُنا ويستخفُّ بأهلِ الطيبِ يستلبُ ماذا نقولُ لهُ والدهرُ يمنعُنا والناسُ من جورِه قد شفَّها الغضبُ يظنُّ أن منى الأيامِ في يدهِ وأمرهُ في عيونِ الناسِ ينكتبُ وكم توارى بأستارٍ مزيَّفةٍ يخفي ثعالبَهُ عمراً ويكتسبُ وقد أصابَ من الأيام بُغْيَتَهُ وما كفاهُ وعمرُ الموتِ يقتربُ يا ليتهُ في جهادِ النفسِ يزجرُها وليتهُ عن حقوق الخلق يرتهبُ يُغري الجهالاتِ من أبناءِ جلدتِهِ وخلفهُ كلُّ أفَّاكٍ له ذنبُ نفسٌ تريدُ من اللذاتِ أقذرها مريضة قد نماها البخلُ والجربُ عمرٌ يجاريكَ شاهت منك أدمعه وأنتَ من صولةِ الأندادِ ترتعبُ عمرٌ يجاريكَ والأحقادُ ما برحت تكوي فؤادك تذكيها وتلتهبُ عمرٌ يجاريكَ يا وجهاً يراوغنا يقضي مناهُ ذليلاً وَهْو مُضطربُ لئن بطشت بأقيالٍ ممجدةٍ فلا يغرّك فالأيامُ تنقلبُ إن كان جودك للأشرار تبذلهُ فكلُّ بذلٍ لغير الله ينسلبُ وأيُّ جودٍ وقد بانت دخائلُهُ والخيرُ في عرفهِ قصدٌ لهُ أربُ أبذلْ فبذلكَ أنداءٌ مزيفةٌ يا ليتها لضعافِ الناسِ تنسكبُ أبذلْ فدونكَ بحرٌ هائجٌ عسرٌ لكنَّهُ عزَّ ما يُعطي وما يهبُ صوتٌ يُطيفك أم صوتٌ يحاربنا يداه في غمرةِ الأحزانِ تنتهبُ والعصرُ يفتحُ للدنيا مغالقها والعلمُ أشرق من آياتهِ العجبُ فكيفَ تسخرُ أفكارٌ مرمَّدةٌ أنحى بها الجدبُ لا قطرٌ ولا سُحُبُ يا مكرهَ النفسِ نفساً كم تُجَشِّمُها خوضَ المظالم ما استحيا بك الأدبُ هي الحقوقُ وإن طالَ المطالُ بها والظلمُ كالليلِ عندَ النورِ ينسحبُ أما ارعويت من المولى وقدرته والموتُ بينَ عيونِ الغيبِ ينتصبُ يا دعوةً في رحابِ البيتِ ساريةً وما توارى بها صوتٌ ولا حُجبُ للهِ عينٌ ترى الطاغي فتمهلُهُ فما اغترارُكَ والرحمنُ يرتقبُ ماذا تريدُ من الدنيا سوى عملٍ يضيءُ قبركَ تستعلي به الرتبُ يستلهمُ الشرُّ بعضاً من رذائلِهِ فيستطيبُ بها لكنها حِربُ أنفضْ غبارَ الرزايا إنَّه ألمٌ يعود نحوكَ أو يقتادُكَ النَّصَبُ ارجعْ إلى اللهِ كلُّ الخلق ناقمةٌ واستمطر الصدقَ لا زيفٌ ولا كذبُ فعمرُنا يحتفي بالشمسِ ما عشيتْ عينٌ تراكَ وقلبٌ نالهُ كربُ أَكْثِرْ أساكَ فللطغيانِ آخرةٌ وليسَ يجدي إذا حانَ الردى عتبُ