تعد موافقة مجلس الوزراء على أن تكون الرئاسة العامة لرعاية الشباب ممثلة في الفرق الكشفية ، والجوالة من الجهات المساندة لوزارة الحج في تقديم الخدمات للحجاج ، تتويجاً جديداً لانجازات الرئاسة في هذا المضمار الحيوي الهام الذي يعكس صورة شباب أبناء الوطن في عيون الملايين من ضيوف الرحمن وعمار المسجد الحرام ، وزوار المسجد النبوي. إن مثل هذه المبادرات التحفيزية والتشجيعية لشباب الوطن ستغرس دون شك في نفوسهم حب العمل التطوعي وتقديم الخدمة الإنسانية لحجاج بيت الله الحرام منذ دخولهم أرض المملكة المقدسة إلى وقت مغادرتهم إلى أوطانهم سالمين غانمين تحفهم العناية الإلهية ، وقد غفرت ذنوبهم بعد قضاء المناسك في جو إيماني فريد مكلل بتقديم الخدمات المتكاملة لضيوف الرحمن. أعمال التطوع ومساندة المرضى وارشاد التائهين خلال أيام الحج في كل من مكةالمكرمة، ومنى ، ومزدلفة وعرفات والمشاعر المقدسة ، من أجل الأعمال ، وأعظمها قدراً ، فالتكافل الاجتماعي والإيثار في أيام الحج ، يجسد ملامح الأخوة الإسلامية الحقة التي ربما تلاشت عن المشهد الاجتماعي في أعقاب رياح العولمة التي اجتاحت العالم ، بيد أن العلاقات الإنسانية تظل هي الرابط بين بني البشر عندما يتقاطرون على الأراضي المباركة ، تحقيقاً لمبادئ الإسلام (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى). لقد أبرزت كارثة سيول جدة ، مكامن طاقة أبنائنا الشباب من الجنسين الذين تقدموا الصفوف وشمروا عن سواعدهم في تقديم المعونة والمساعدة لكافة المتضررين في تلك الكارثة الأليمة ، هذا التجلي العظيم في مثل هذه المواقف الإنسانية يحسب للشباب الذين يقدرون المسؤولية حين يجد الجد ويتطلب الوضع مد اليد ، ولِمَ لا فالشباب هم حملة شعلة الأمل نحو غدٍ أكثر إشراقاً وتنمية وازدهاراً.