كشفت دراسة جديدة أن عدد البريطانيين الذين اختاروا الإسلام ديناً لهم ارتفع بمعدل الضعف تقريباً خلال السنوات العشر الماضية، رغم ما يتعرض له المسلمون البريطانيون من تدقيق ونقد بالمقارنة مع أبناء أي دين آخر. وقالت صحيفة اندبندانت الصادرة أمس الأول أن الدراسة التي أجرتها مؤسسة الأبحاث البريطانية “فيث ماترز” قدّرت عدد البريطانيين الذين اعتنقوا الإسلام في العقد الماضي بأنه وصل إلى 100 ألف، وبمعدل 5000 شخص كل عام. وذكرت الدراسة أن 1400 بريطاني اعتنقوا الإسلام في العاصمة لندن خلال الأشهر الاثني عشر الماضية، فيما يعتنق نحو 5200 شخص الإسلام كل عام في بريطانيا. ونسبت الصحيفة إلى فياض موغال مدير مؤسسة “فيث ماترز” قوله “إن النتيجة التي خلصت إليها الدراسة هي أفضل ما يمكن التوصل إليه من نتائج باستخدام الإحصاء السكاني وبيانات السلطات المحلية ومعلومات المساجد في بريطانيا، وهناك عدد قليل من الناس يشك في أن عدد البريطانيين الذين اعتنقوا الإسلام ارتفع بشكل كبير في السنوات العشر الماضية”. وأضاف موغال أن أسباب اعتناق البريطانيين للإسلام “يعود إلى بروز هذا الدين في المجال العام واهتمام الناس في معرفة كل شيء عنه، وحين يفعلون ذلك يذهبون في اتجاهات مختلفة ويختار قسم منهم التحول إلى الإسلام بعد أن راق لهم ما اكتشفوه عن هذا الدين”. واعتبر مدير مؤسسة “فيث ماترز” أن المتحولين الذين يصبحون متطرفين أو إرهابيين “قصة مشروعة”، لكنه أبدي قلقه من أن تضخيم مثل هذه القصص “يخاطر في مساواة جميع المتحولين إلى الإسلام بهذه المشكلة مع أن الغالبية العظمى منهم ليست كذلك”. ويعتبر 68% من الفرنسيين و75% من الألمان أن المسلمين والأشخاص من أصول مسلمة لم يندمجوا اندماجا جيدا في مجتمعيهما. ويعيش ما بين خمسة وستة ملايين مسلم في فرنسا التي تقيم فيها اكبر جالية مسلمة في أوروبا، وحوالي أربعة ملايين في ألمانيا. وقد أشاد رئيس الوزراء في يونيو بالإسلام في فرنسا، معتبرا إياه دين “السلام والحوار”. لكن مسألة الصلوات التي يقيمها مسلمون في أحد إحياء باريس، بسبب عدم وجود مسجد يتسع لهم، كانت بدورها مثار جدل، ووصف اليمين المتطرف هذه الظاهرة بأنها “احتلال”. من جهتها، شهدت ألمانيا في الأشهر الأخيرة نقاشا حادا حول اندماج الأجانب ولاسيما المسلمون. وألغت المستشارة انغيلا ميركل أحد المحظورات بتأكيدها أن نموذج التعدد الثقافي الذي تتعايش فيه بانسجام مختلف الثقافات “قد فشل فشلا ذريعا” في ألمانيا.