كانت الفرصة متاحة لإيران أن تبدي بعضاً من المرونة بشأن ملفها النووي الذي جرت المفاوضات بشأنه أمس في مدينة اسطنبول التركية بينها وبين مجموعة الخمسة «زائد واحد» وهم الأعضاء الخمسة الدائمون في مجلس الأمن بالاضافة إلى المانيا، ولكن تقديم إيران شرطاً مسبقاً برفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها حال دون نجاح الاجتماع بل فشله على وفق ما صرحت بذلك مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون التي أعربت في الوقت نفسه عن خيبة أملها من نتائج المحادثات. ولكن رغم هذا الفشل إلا أن الباب لازال مفتوحاً أمام إيران إذا ما قدمت في أي وقت ردوداً ايجابية على المقترحات المقدمة لها..ورغم أن كاثرين أشتون لم تفصح عن هذه المقترحات ..إلا أن التجاوب معها بأي شكل من الأشكال سيخفض بلا شك من حدة التوتر مع إيران الذي من المتوقع أن يتصاعد إلى مرحلة المواجهة في ظل ما تلوح به بعض الدول. وقد كان هناك في السابق اتفاق توصلت إليه البرازيل وتركيا بشأن تبادل اليورانيوم المخصب وتعهدت تركيا أن تكون ضامناً لذلك الاتفاق ولكن القوى العظمى لم توافق عليه واشترطت على إيران أن تلبي طلبات الوكالة الدولية للطاقة الذرية قبل أي اتفاق. اليوم القوى الكبرى تقدم عرضاً جديداً تحاول من خلاله الاطمئنان إلى أن إيران لن تقدم على صنع قنبلة نووية مع إصرار إيران على حقها في استخدام تكنولوجيا نووية ولكن اجتماع اسطنبول فشل في أن يوفق بين طموحات إيران ومخاوف الدول الكبرى.