في تصريحه الذي نشر أوائل الأسبوع الحالي أكد معالي وزير الحج الدكتور فؤاد بن عبدالسلام فارسي “ أنه لا تغيير لموعد انتخابات مجالس إدارات مؤسسات أرباب الطوائف المقرر إقامتها أوائل ربيع الأول المقبل، بعد اعتماد اللائحة التنظيمية لانتخابات مجالس إدارات مؤسسات أرباب الطوائف “. وان كان مثل هذا التصريح قد أدى إلى زرع حالة من الطمأنينة لدى الكثير من المطوفين الذين اعتبروه خطوة قوية لإلغاء استمرارية الوصاية عليهم التي عانوا منها أكثر من عقدين من الزمن يوم كان أعضاء مجلس الإدارة يأتون بالتعيين من قبل وزارة الحج سواء كانوا من الممارسين للعمل أم من البعيدين عنه. وان كانت الانتخابات في فترتها الثالثة تشكل قضية المطوفين الأساسية اليوم فإنها لا تكمن فيمن سيرشح نفسه لخوض غمار الانتخابات سعيا للفوز بعضوية مجلس الإدارة بقدر ماتكمن في نوعية الشعارات التي سيطلقها المرشحون للانتخابات ومدى قبول وزارة الحج لها بحكم إشرافها على مؤسسات أرباب الطوائف وقناعة المطوفين بالبرامج التي سيقدمها المرشحون خاصة تلك التي يصعب تحقيقها. وإن كانت الخبرات العلمية والعملية للمرشحين ستشكل الفيصل للظفر بالانتخابات من وجهة نظر البعض فان تحكيم العقل للناخبين ومدى قناعتهم بشخصية المرشحين وبرامجهم ستشكل الأصوات الأساسية لفوز قائمة على أخرى هذا فضلا عن نتائج أعمال السنوات السابقة للمرشحين إن كانوا ممن مارسوا العمل خلال السنوات الحالية وماحققوه من ارتقاء بمستوى العمل وتواصل وارتباط بالمطوفين ومحافظتهم على حقوق المطوفين وممتلكاتهم. وهو مايعني أن الشعارات التي سيعمد لإطلاقها المرشحون البعيدون عن ممارسة العمل لاتعتمد على أقوال منمقة وفلسفات حوارية فهناك نظم وإجراءات أحدثت وعقول تفتحت وعلوم تطورت ومن الصعب على من غاب عن ممارسة العمل سنوات أن يتحدث عن تنفيذ برامج وخطط طموحة قادر على تنفيذها. أما شعار توسيع قاعدة المشاركة والحديث عن بناء علاقة جيدة بين المطوفين ومجلس الإدارة فلم يعد بذاك الشعار الذي يمكن التغني به للظفر بأكبر عدد من الأصوات لأنه يمثل فقاعة سرعان ماتغيب بهبوب الرياح وقد أثبتت السنوات الماضية ذلك. وليت وزارة الحج كجهة مشرفة على انتخابات مؤسسات الطوافة تسعى لتنظيم مناظرة بين القوائم المرشحة بحضور مجموعة من المطوفين لتناقش من وجهة نظرها البرامج المطروحة ويستمع المطوفون لمستوى أداء المرشحين وقدرتهم على تنفيذ برامجهم بموازين تعتمد على التوازن بين الأصالة والمعاصرة لمهنة تجاوز عمرها الخمسة قرون لأن من يتحدث عن قدرته على تطوير الخدمات المقدمة للحجاج بأسلوب عصري فانه سيسعى لإلغاء تواجد المطوفين وإعادتهم للوصاية مجددا فالطوافة تعتمد في خدماتها على الجمع بين الأصالة التي تؤكد توارثها عبر أجيال متتابعة والمعاصرة من خلال إدخال الوسائل التقنية لتنظيم الأعمال وتنفيذ البرامج. وان اعتمدت أي قائمة في برنامجها للتغني بتحقيق عائد جيد للمطوفين فإنها تكون قد أخطأت في لحنها لأن عوائد الخدمات ثابتة منذ أكثر من ثلاثين عاما كما وان تأمين السكن للحجاج ليس بمقدور أي قائمة أو مؤسسة تنفيذه فالنظام لايسمح لها بذلك. ومن يتغنى بمثل هذه الشعارات فانه لايسعى لتحقيق آمال المطوفين وطموحاتهم بقدر سعيه للوصول لعضوية مجلس الإدارة والحصول على وجاهة اجتماعية وتعيين أقربائه ومنح أصدقائه امتيازات السعة والرحابة وتحويل خدمات الحجاج من خدمة إلى تجارة تدار عبر بوفيهات تنصب إضافة إلى تصريحاته الصحفية المنشورة بين آونة وأخرى لأعمال لم تقدم وأخرى قدمها آخرون فتنسب له. ومن يرد كسب غمار الانتخابات فعليه أن يراجع حساباته السابقة وينظر ماذا قدم وماذا جنى فليس من السذاجة أن يعود المطوفون إلى عهد الوصاية بعد أن بلغوا الرشد.