ما أكد عليه الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس الأول في القاهرة من أنه لا مفاوضات دون وقف الاستيطان هو بلاشك الموقف السليم.. وأفضل ما يمكن ان يواجه به التعنت الاسرائيلي المدعوم امريكياً.. واذا ما قبل عباس المفاوضات مع استمرار الاستيطان فإنه يكون قد عرض نفسه لغضبة شعبية قد تطيح به في أقرب انتخابات قادمة كما ان المفاوضات مع استمرار الاستيطان تشجيع لاسرائيل للاستمرار في مزيد من التجاوزات لتصل في النهاية الى حقيقة انه لم يعد هناك سلام يمكن أن يتم التفاوض عليه وفي الحقيقة أن الموقف الامريكي مسؤول في الوصول الى هذه المرحلة التي تباعد فيها الجانبان.. فقد كان الموقف الامريكي اولاً في اتجاه دعم تجميد الاستيطان ولذلك عاد الرئيس الفلسطيني عن موقفه الاول بمقاطعة المفاوضات.. ولكن الموقف الامريكي الأخير بالتخلي عن مسعى الضغط على اسرائيل لتجميد الاستيطان يعتبر موقفاً غريباً حقاً ولا يتماشى مع الدور المطلوب من الولاياتالمتحدةالامريكية راعية السلام.. ولذلك اذا ما قال الرئيس الفلسطيني انه لا عودة للتفاوض بدون وقف الاستيطان فهو محق.. وينبغي ان يجد دعماً عربياً قوياً.. وان تقوم الدول العربية سواء من خلال الجامعة أو بطريقة فردية بالضغط على الولاياتالمتحدة لتعيد عقارب ساعة السلام الى مسارها الصحيح.. فلا يمكن في ظل اغتصاب الاراضي ان يكون هناك سلام والانظار تتطلع الآن الى الاجتماع المرتقب للجنة المبادرة العربية للسلام وما يمكن أن تتخذه من قرار يعزز الموقف الفلسطيني الرافض للخنوع لاسرائيل وفق شروطها.