القمة الخليجية الواحد والثلاثون والتي ستنعقد اليوم في أبوظبي ، قمة عادية ولكنها تنعقد في ظروف استثنائية ، في ظل التحديات التي تواجه المنطقة والعالم العربي عموماً وفي ظل ما يتطلع إليه المواطن الخليجي من قرارات تصب في مصلحة الوحدة التي ينشدها في مجالات شتى. وتنعقد هذه القمة وقد قطعت مسيرة التعاون المشترك بين الدول الأعضاء شوطاً طويلاً وينظر إلى هذه القمة كمحطة مهمة على طريق الوحدة الاقتصادية والنقدية حيث تأتي استكمالاً لقمم سابقة أولت هذا الجانب جل الاهتمام. كما تتطلع شعوب المنطقة العربية إلى مواقف خليجية من دول المجلس تدعم الاستقرار السياسي في المنطقة بصفة عامة ، فالقضية الفلسطينية لازالت تواجه تعنتاً إسرائيلياً وحصاراً غاشماً ومكراً سياسياً وتهرباً من مستحقات السلام ، وتعقيداً تمارسه إسرائيل من خلال سياسة الاستيطان الذي أطاح بالمفاوضات المباشرة وجعل الوضع معلقاً حتى الآن. وبما أن الموقف الخليجي أشد وضوحاً في دعم الأشقاء الفلسطينيين الا أن قرارات القمم الخليجية تمثل دائماً دعماً اضافياً للشعب الفلسطيني وقضيته مما مكنها من الثبات والاستقرار ومواجهة التحديات التي تقابلها. كما ان الأوضاع في العراق ستكون في صلب اهتمامات القادة الخليجيين الذين دائماً ما كانوا يدعون القادة العراقيين إلى وحدة الصف والسمو فوق الخلافات حتى لا تطل الفتنة الطائفية والحرب الأهلية في هذا البلد الشقيق ، هذا بالطبع إضافة إلى أوضاع الأمة العربية في لبنان والسودان والصومال وهي بلدان تمر بمنعطفات مهمة تستدعي حقاً موقف الأشقاء الذين لم يبخلوا بجهدهم في دعم الأشقاء بصفة عامة.