قال الملا عبدالسلام ضعيف، سفير طالبان السابق في إسلام أباد، إن الشهور التي سبقت أحداث 11 سبتمبر شهدت جولات متعددة من المفاوضات الدبلوماسية بين طالبان وعدد من الدول الغربية والأمم المتحدة بشأن تسليم أسامة بن لادن، مشيراً إلى أنه التقى بكوفي عنان الأمين العام السابق للأمم المتحدة في هذه الفترة بشأن هذا الموضوع، ولكن ما عرقل المفاوضات أن الولاياتالمتحدة كانت تصر على تسليم أسامة بن لادن إليها دون قيد أو شرط.. بينما كانت حكومة طالبان تعرض أن تتم محاكمته في أفغانستان أو أي دولة إسلامية بشرط أن تقدم الولاياتالمتحدة أدلة تدينه إلى الحكومة الطالبانية، ولكن الولاياتالمتحدة تعاملت بغطرسة مع المطالب الطالبانية.جاء ذلك في مقابلة أجراها الملا عبدالسلام ضعيف مع برنامج (صناعة الموت)، حيث التقاه الزميل محمد الهادي الحناشي في كابول حيث يقيم منذ خروجه من معتقل غوانتانامو قبل أكثر من خمس سنوات. وأضاف ضعيف الذي كان يقوم بدور الممثل الخاص للملا عمر زعيم حركة طالبان أنه وجه للأمريكان رسالة قبل قيامهم باجتياح أفغانستان يحذرهم فيها من الدخول إلى بلاده، مؤكداً لهم أنهم قد يحققون نصراً سريعاً في بضعة أيام ولكنهم سيعانون الأمرين إذا ما حاولوا البقاء هناك وهو ما تحقق بالفعل في ما بعد.وعن ظروف اعتقاله في معتقل غوانتانامو قال إنه كان يقيم في باكستان بحكم منصبه الدبلوماسي عندما جرى اجتياح أفغانستان وإسقاط حكومة طالبان فقدم طلبا باللجوء السياسي لباكستان بسبب عدم قدرته على العودة لبلاده ولكنه فوجئ بهم يعتقلونه ويسلمونه إلى الأمريكان الذين نقلوه إلى سفينة حربية أمريكية في الخليج وأخضعوه لتحقيقات مكثفة لمدة شهرين نقلوه خلالها إلى قاعدة باغرام ثم إلى معتقل غوانتانامو حيث قضى أكثر من ثلاث سنوات ونصف.وأكد الملا ضعيف أنه عرض عليه أن يقوم بالوساطة مع طالبان من أجل إحلال السلام في أفغانستان لكنه رفض هذه العروض لأنه يعلم أن الأطراف الأجنبية لا ترغب حقيقة في السلام. وأضاف أن طالبان ليس لها مشكلة مع كرزاي أو برهان الدين رباني أو غيرهم من القادة الأفغان ويمكنهم أن يقوموا بالتفاوض معهم لإقرار السلام، لكن مشكلة طالبان الحقيقية والوحيدة هي مع الوجود الأجنبي وجيوش الاحتلال التي تحتل بلادهم، لذلك هم يرفضون أي تفاوض قبل خروج المحتلين من أفغانستان.