كنت قد عاتبت قرائي وزملائي في مقال سابق نشرته ب(الندوة) عتابا خفيفا حيث ان احدا منهم لم يعزيني في والدي عندما وافته المنيه بالمدينةالمنورة صبيحة عيد الفطر الماضي رغم رثائي له بمقال ب (الندوة) ذكرت فيه بعض مآثره وقليلا من مكارمه لكن زملائي في القلم وقرائي على الشاشة والورق بخلوا علي بكلمات العزاء سوى ما تكرم به الاستاذ احمد بايوسف رئيس التحرير المكلف والذي عزاني برسالة رقيقة غسلت عني احزاني واطفأت حرقة جناني وكانت رسالته هي السبب في استمراري في الكتابة والادب هذا وقد تمثلت في غيظي على قرائي عتاب احد الشعراء لاصحابه بعد ان استبدلت القراء بالاصحاب في البيت الاول فجاءت الابيات كالتالي: الا ان قرائي الذين عهدتهم افاعي رمال لا تقصر في لسعي ظننت بهم خيرا فلما بلوتهم نزلت بواد منهم غير ذي زرع ولعل الاديب الاستاذ سالم زين باحميد قرأ مقالى الاول والثاني فاحزنه مصابي وآلمه مالقيته من قرائي وزملائي خاصة وانه قرأ الكتاب الذي الفته عن والدي رحمه الله والذي سجلت فيه سيرة حياته وطائفة من مكارمه واخلاقه وقصصه واخباره اضافة لما جمعه من المختارات الشعريه والنوادر الادبيه واسميت هذا الكتاب مذكراتي ومختاراتي وقد نفدت نسخه الالف جميعها ولهذا السبب حسب اعتقادي ارسل لي الاستاذ الاديب سالم باحميد مشكورا بقصيدة عزاء ومواساة اشكره عليها وسانشرها لقرائي واصدقائي ويقول فيها : نبا جاءني فالهب احساسي واثار الاحزان في الاعماق (محسن ) في المدينة القى عصاه ومضى راضيا بلا اخفاق عاش في متعة وراحة بال دائم السعي في رضى الخلاق يبذل المال للفقير ببشر وسرور يقضي على الاملاق باسما للحياة رغم صعاب لا يلين لها .. مهما يلاقي فكتاب المذكرات سفر جليل كان فيه من اروع السباق يا لاسلوبه وروعة مافيه من الذكريات , والاشواق فنعود الى زمان جميل وتثور الدموع في الاحداق اين منا (ابا علي ) فقد اودى به الموت موغلا في الفراق انه الموت كلنا في انتظار ليس حي على الحياة بباقي جئتكم راثيا وفاءً بشعر صادق جاء بالمعاني الدقاق ان هذا الفقيد كان لشعري واعيا في محبة وتلاقي واديب في نقده ذو مقال وبصير بالشعر حلو المذاق وعزاء لكم جميعا واني داعيا للفقيد بالاغداق وصلاة الإله تغشى حبيب الله وقيت المغيب والاشراق وعلى آله وأصحابه الغر الميامين سادة الآفاق وختاما اشكر الشاعر الاستاذ سالم زين باحميد على قصيدته المؤثرة وعلى مشاعره الرقيقه واسأل الله الكريم ان يتغمد والدي برحمته وان يسكنه فسيح جنته انه سميع مجيب. للتواصل: [email protected]