أكد سعادة المهندس محمد بن الماضي نائب رئيس مجلس إدارة (سابك) الرئيس التنفيذي ان صناعة التمويل الاسلامي ، التي تنمو باضطراد يوماً بعد يوم ، تمر حالياً بأزهى عصورها ، حيث ساهمت المفاهيم الخلاقة والشاملة لتلك الصناعة في جلب المزيد من المشاركات الفعالة من المجتمع الاستثماري ، وأن بعض مفاهيمها كالتي تقوم على المشاركة في الارباح والمخاطر وتحكم العلاقة بين الممولين والمقترضين أصبحت عاملاً مساعداً على المزيد من الممارسات التمويلية المسؤولة ، التي أضحت تحظى بقبول واسع في المجتمع المصرفي. جاء ذلك في كلمته خلال الورشة التأسيسية لكرسي (سابك) لدراسات الأسواق المالية الإسلامية ، التي افتتحها معالي مدر جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور سليمان بن عبدالله أباالخيل أمس الاثنين 23 ذو الحجة الموافق 29 نوفمبر 2010م ف مبنى المؤتمرات بالجامعة ، بحضور معالي الاستاذ سعود الصالح الأمين العام للمجلس الاقتصادي الاعلى ، وسعادة عميد البحث العلمي والأمين العام لبرامج كراسي البحث الدكنور فهد بن عبدالعزيز العسكر ، وسعادة أستاذ كرسي (سابك) لدراسات الأسواق المالية الدكتور محمد بن ابراهيم السحيباني واعضاء الهيئة العلمية لكرسي (سابك) وأعضاء هيئة التدريس في الجامعات السعودية والاستشاريين والممارسين في صناعة تداول الأوراق المالية في المملكة. وقال الماضي ان صناعة التمويل الاسلامي تواجه العديد من التحديات التي قد تبطئ من وتيرة نموها كالنقص في عدد الخبراء والكوادر وغياب المعايير المحاسبية والرقابية المتعلقة بهذه الصناعة . وعدم مواكبة التشريعات والتغيرات التنظيمية ، وتفاوت الآراء بين الفقهاء واللجان الشرعية وغيرها من التحديات. وأضاف (ان شراكتنا اليوم مع جامعة الإمام محمد بن سعود هي نتاج للتعاون الوثيق بين قطاعنا الخاص ومؤسساتنا التعليمية لمواجهة تلك التحديات ، وتحقيق اهدافنا المشتركة للنهوض بدور قطاع المال والاستثمار الوطني من أجل نمو اقتصادي أكثر استدامة. وتابع الرئيس التنفيذي ل(سابك) نحن ملتزمون بدعم مثل تلك المبادرات ، التي من شأنها تطوير السوق المالية حيث أن الشركة كانت لها سبق الريادة في طرح عدد من الأدوات المالية الموافقة للشريعة الإسلامية في السوق المحلية . وذلك عبر طرح أول اصدار للصكوك الإسلامية في العام 2006م ، تلته عدة أطروحات اضافية في العامين 2007م و2008م بقيمة اجنالية تعادل ال(16) مليار ريال سعودي ، وتلك مجرد بداية لمزيد من الاعتماد على وسائل وأدوات تمويلية خلاقة تتوافق مع الشريعة وتساعد (سابك) النقدية ، التي تبلغ حوالي ال(58) مليار ريال سعودي هي استثمارات موافقة للشريعة الإسلامية ، وتلك النسبة في ازدياد ولله الحمد ، حيث نستمر في العمل جنباً إلى جنب مع شركاؤنا في المصارف المحلية والاجنبية لتطوير المزيد من المنتجات الاستثمارية الإسلامية المبتكرة في اطار دورنا ومسؤوليتنا الاجتماعية بوصفنا منشأة وطنية رائدة. الجدير بالذكر أنه من المؤمل أن يصبح كرسي (سابك) لدراسات الأسواق المالية الإسلامية متميزاً دولياً في مجال تطوير وابتكار أدوات مالية جديدة وملائمة ، تجمع بين المصداقية الشرعية والقدرة الاقتصادية الكلية، كما يسعى الكرسي إلى توفير بيئة بحثية عالية الجودة، تستقطب أفضل القدرات في مجال تطوير الأوراق المالية الإسلامية وتنظيم أسواقها، وتشجيع إنتاج ونشر أبحاث رائدة في مجال المصرفية الإسلامية ما يدعم استراتيجية التنمية المستدامة في المملكة. ، والإسهام مع الجهات الحكومية والخاصة المعنية بتنظيم وتقديم الخدمات المالية لجعل السعودية مركزاً مالياً دولياً للخدمات المالية الإسلامية. تركز موضوعات البحث الرئيسة للكرسى على الأودات المالية القائمة على صيغ الدين مثل صكوك الاجارة والمرابحة والاستصناع، والأدوات الأخرى القائمة على صيغ الشراكة مثل الأسهم وصكوك المضاربة والمشاركة، وتطوير تصميم أدوات مالية لإدارة المخاطر والتحوط بديلاً عن المشتقات ، وهيكلة الأسواق المالية ودور الشركات ذات الغرض الخاص، وتطوير الصناديق الاستثمارية في هياكل الأسواق المالية الاسلامية، وتطوير الأدوات المالية المتخصصة في تمويل الشركات المساهمة والحكومات وتمويل واستثمار الأوقاف، ودعم التطوير العقاري ومشاريع البنية الأساسية، وتطوير نظم الإشراف والرقابة المالية الرامية لاستقرار الأسواق المالية وتعزيز السيولة. يمول الكرسي سنوياً خمس منح بحثية وأربع دراسات ماجستير ودكتوراه تدخل في صميم عمل الكرسي وفق معايير وشروط محددة، كما يدعم جهود الشركات مع هيئات ومؤسسات صناعة تداول الأوراق المالية داخل وخارج المملكة. وقد أبرز الموقع الالكتروني الذي خصصته جامعة الإمام لكرسي (سابك) لدراسات الأسواق المالية الاسلامية، مواضيع البحث ذات الأولية للكرسي لعام 2011 م ، ويأتي في مقدمتها تطوير نموذج لتقويم وتصنيف الصكوك الاسلامية وعمل دراسات مسحية لسوق هذه الصكوك وبحث سبل التكامل بين الأسواق المالية في دول مجلس التعاون الخليجي وغيرها من الموضوعات. تجدر الاشارة إلى أن الشركة السعودية للصناعة الأساسية (سابك) كانت قد وقعت اتفاق إنشاء كرسي سابك لدراسات الأسواق المالية الإسلامية، وذلك مع مجلس جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في 15نوفمبر 2009م ، ضمن جهود الشركة لتطوير وإيجاد قنوات تمويلية واستثمارية مبتكرة تتوافق مع الشريعة الإسلامية.