خلال تدشين قافلة أمل جدة لرعاية المعوقين 2011م تحدث صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن ناصر بن عبدالعزيز آل سعود ضيف الشرف لجريدة (الندوة) حيث طرحنا على سموه الاسئلة التالية: المملكة سباقة في رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة | سمو الأمير كيف ترى دور المملكة العربية السعودية في دعم ذوي الاحتياجات الخاصة ؟ || المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وضعت في قمة أولوياتها الاهتمام بذوي الاعاقات والمعوقين وجعلت خدمة ذوي الاعاقات الخاصة خياراً استراتيجياً إنسانياً يصب في رسالتها الإنسانية التي توجتها لتكون مملكة الإنسانية. ومن هنا كانت المملكة العربية السعودية من الدول السباقة في العمل على افتتاح مراكز متخصصة لخدمة ذوي الاعاقات الخاصة وتدريب هذه الفئة الغالية على قلوبنا من اجل تحقيق احلامهم وطموحاتهم وقدراتهم وأنشأت المملكة واحدة من اكبر الجمعيات التي تهتم بهؤلاء المعوقين منذ طفولتهم من أجل اعدادهم الاعداد الامثل في خدمة مجتمعهم وأمتهم. اما ما نشاهده اليوم من مركز أمل جدة لتأهيل المعوقين فهو يدخل ضمن أطر الرسالة الإنسانية التي يضطلع بها أبناء هذه البلاد وان مهمة العمل التطوعي الإنساني تندرج ضمن المسؤولية الاجتماعية لكافة شرائح المجتمع والقطاعات العامة والخاصة وعلينا الا نغفل هذا الجانب من ان رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة هو مطلب تنموي ومسؤولية تقع على الجميع. ان قافلة جدة من أجل دعم المعوقين تجسد أروع صور الجانب الإنساني وان وجود هذا الحشد الذي يتجاوز 500 من الشخصيات ورجال الأعمال أمر محل التقدير والثناء. خطة وطنية توعوية لغرس ثقافة رعاية المعوقين | كيف يقيم سموكم دعم القطاعات لهذه القافلة وما هي مقترحات سموك من أجل ان تحقق هذه القافلة اهدافها الخيرة؟. || ان رعاية المعوقين هدف مشترك لابد ان يساهم فيه القطاعين العام والخاص وان تكون هناك خطة وطنية من أجل توعية المجتمع بدعم ورعاية هذه الفئة من أجل تأهليهم وتدريبهم ومن ثم توظيفهم. انني ادعو من هذا المنبر العمل على انشاء المزيد من مراكز الاعاقة في مدن المملكة وعلى وجه الخصوص جدة التي يتواجد فيها أكثر من 150 ألف من ذوي الاعاقات يحتاجون الدعم والمؤزارة وان القطاعات الخاصة مدعوة من أجل العمل لانشاء مراكز نموذجية ضمن المسؤولية الاجتماعية التي تتطلب ان نكون كلنا يد عون في تقديم هذا النوع من الخدمات التي ترعى شؤون هذا الفئة وتعمل على تحقيق أحلامهم وطموحاتهم في المشاركة. كما ان العمل الاجتماعي التطوعي والإنساني من كافة شرائح المجتمع في دعم هؤلاء الفئة يشكل الركيزة الاساسية من خلال ان يسهم كل فرد في مجال تخصصه لدعم هذه الرسالة الإنسانية سواء في الجامعات او المؤسسات التعليمة أو قطاعات الاعمال أو منشآت التدريب. | سمو الأمير كيف ترى جهود مركز أمل جدة لتأهيل المعوقين في اتخاذ مثل هذه الخطوة؟. || أولاً أحب ان احيي كافة القائمين على هذه القافلة الخيرية قافلة الأمل لرعاية المعوقين وأهمية ان تستمر هذه القافلة لتعم أرجاء المدن السعودية من أجل التعريف بهذه الرسالة الإنسانية المجتمعية. واعتقد ان للإعلام دوراً مهماً جداً في التعريف بهذه القافلة ولابد لكافة المؤسسات الإعلامية من قنوات مرئية وصحف مقروءة ومسموعة ان تهتم بالابداعات التي يقوم بها ذوو الاحتياجات الخاصة. لقد رأيت اليوم شباباً منهم يحق ان نفتخر بهم وابداعاتهم والتأكيد على ان الموهبة والابداع ليسا حكراً فقط على الاصحاء وانما هناك من ذوي الاعاقات من يملك التميز والتفوق والانجاز والطموح. لذلك علينا ان نعد لذوي الاحتياجات الخاصة برامج وفعاليات ومناشط متعددة مثل اقامة معارض فنية لهم تبرز ابداعاتهم وكذلك برامج مسرحية وثقافية ومسابقات علمية كل هذه البرامج ستجعل من ذوي الاعاقات عنصر مهم في تحويل الطاقات المعطلة الى طاقات منتجة وبالتالي فان تدريبهم وتوظيفهم وتعلميهم الحرفة أو الصنعة سيجعل منهم ايادي عاملة تخدم المجتمع ولا يكونوا بعد اليوم عبئاً عليه. | سمو الأمير الا تعتقد ان تخصيص جوائز أو جائزة تقديرية سنوية للمعوقين أمر يسهم في اضافة البعد الإنساني وبالتالي تكريم الموهوبين منهم ؟. || بالتأكيد أنا اتمنى وجود جائزة سنوية لذوي الاعاقات الخاصة خاصة في المبدعين والموهوبين منهم وان تكون هذه الجائزة جائزة كبرى تعمل على تشجيع أي إنسان لديه اعاقة من أجل العمل والتدريب والانخراط في المراكز المتخصصة التي تعمل على صقله وتعليميه. | وماذا ايضاً يا سمو الأمير؟. || اتمنى عقد منتدى سعودي دولي لبحث كافة المشكلات التي تواجه ذوي الاعاقات الخاصة والخروج بتوصيات تسهم في النهوض بالبرامج والأسس التي لابد ان تكون بمنهجية علمية لماذا لا تكون هناك مثلا اكاديميات متخصصة على مستوى عالٍ من التجهيزات والامكانيات من أجل رعاية المعوقين يشرف عليها متخصصين من ذوي الكفاءات العلمية العالية من أجل اعدادهم الاعداد الأمثل ولماذا لا تكون هناك هيئة عليا لرعاية المعوقين وذوي الاحتياجات الخاصة. | سمو الأمير كيف ترى هذا التواجد من الشخصيات المجتمعية ورجال الأعمال في دعم هذه الفئة؟. || الذين حضروا هذه الفعاليات من أجل المساهمة في أعمال القافلة تجعلنا نقول لكل ذوي الاعاقات اننا معكم واننا قادرون على تحدي الاعاقة بالمزيد من الأمل والطموح وانه لا يوجد في هذه الدنيا ما يسمى بالمستحيل وان العزيمة والارادة هما الطريق السليم نحو الانجاز وان الكثير من العلماء والمبدعين الذين قدموا للبشرية اختراعاتهم واكتشافاتهم كانوا من هذه الفئة وتفوقت قدراتهم على نظرائهم من الاصحاء.