بعد الشكوى التي أطلقها رئيس مفوضية استفتاء جنوب السودان محمد إبراهيم خليل من نقص الدعم وقال ان الاستفتاء في موعده يعتبر معجزة من المعجزات تدخلت الأممالمتحدة وقدمت دعماً فورياً ممثلاً في بطاقات التسجيل التي لا يمكن أن يتم الاستفتاء بدونها كما تعهدت بمواصلة الدعم حتى يتم الاستفتاء اضافة إلى أن الحركة الشعبية تعهدت بسد أي عجز مالي يواجه المفوضية في مهامها. ولكن رئيس المفوضية لايزال يطلق العبارات المتشائمة ، مما يوحي بأن عملية الاستفتاء قد تنسف في أي مرحلة من المراحل خاصة وأن الجدول المعد للاستفتاء جدول ضيق اختصر مهام أكثر من خمسة شهور في شهرين فقط ، وستظهر أولى العقبات عند التسجيل حيث لم يحسم بعد أمر من هو الجنوبي الذي يحق له التصويت ، كما أن المؤتمر الوطني يشكك في دور يوغندي وراء عملية الاستفتاء. كل هذه الشكوك ستكون حاضرة في كل مراحل عملية الاستفتاء مما يعني أن العملية تسير على طريق ملئ بالاشواك والالغام. ولكن في ظل الاهتمام العالمي وحرص المجتمع الدولي على اجراء الاستفتاء في موعده ، فمن المصلحة أن تترك عملية الاستفتاء تسير في اجواء طبيعية لحساسية الموقف ، لأن أي خلاف في مثل هذه المراحل سيقود إلى تفجر حرب لا يرغب فيها أحد لا الحكومة ولا الحركة ولا حتى العالم الذي يتهيأ لمتابعة الموقف لحظة بلحظة حتى لا يحدث ما لا تحمد عقباه. المهم أن أمام مفوضية الاستفتاء مهمة حساسة عليها الا تفسدها بكثرة الشكاوى والاتهامات.